مجتمع

إبراهيمي: يؤكد ليس من حق أي أحد أن يجعل الخوف من انتكاسة محتملة سببا لمنعنا من الحياة

حكيمة أحاجو

دعا البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة الوطنية العلمية والتقنية لـ”كوفيد 19″، لوضع جدولة زمنية محددة للرفع التدريجي للقيود والإجراءات المفروضة جراء جائحة فيروس “كورونا”.

وأوضح إبراهيمي، في تدوينة مطولة على حسابه على “الفيسبوك”، أن المغاربة يحتاجون لمؤشرات وقرارات مطمئنة لأنهم تعبوا نفسيا من حالة اللايقين، كما أن المؤسسات تفتقد لطريق واضحة المعالم للخروج من الأزمة.

وقدم إبراهيمي معطيات وصفها بـ”العلمية” واقتراحات “شخصية” قال إنها ستفيد في التخفيف من الإجراءات الاحترازية للحد من “كورونا”.

وأردف أنه بعد استقراء المعطيات العلمية يتبين أن المغرب يستوفي المعايير العلمية الأساسية التي استعملتها جل الدول لإعلان جدولتها الزمنية، ومنها نسبة ملء أسرة الإنعاش غير المرهقة للمنظومة الصحية واستئنافها الإيقاع الروتيني للعناية الصحية، ونسبة ومعدل الإصابة بـكوفيد تمكن من التحكم في انتشار الفيروس دون المخاطرة بـ”إشعال الوباء”، والحالة المناعاتية للمواطنين جيدة ما لم يظهر متحور جديد، لأن المشكل اليوم، حسب إبراهيمي، ليس هو انتشار الفيروس، بل الهدف هو حماية الأشخاص الستينيين والذين هم في وضعية هشاشة صحية.

وأضاف في هذا الصدد، أن كل الشروط متوفرة اليوم بالمغرب للخروج من الأزمة، مقارنة مع فرنسا التي أعلنت إلغاء كل القيود مع حلول منتصف شهر مارس.

وأجرى مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، مقارنة بين الحالة الوبائية بين فرنسا والمغرب، مبرزا أن كل المؤشرات الوبائية متقاربة بين البلدين، إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد السكان والهرم السكاني لكل بلد، بل في كثير من الأحيان تبقى الوضعية المغربية أحسن مما جعل فرنسا تصنف المغرب كمنطقة وبائية خضراء.

وأشار إلى أن فرنسا ستعود للحياة الطبيعية وستزيح كل التشديدات بحلول 15 مارس، رغم أن عدد الإصابات تبلغ 100 ألف إصابة يومية و3000 مريض بكوفيد في الإنعاش من 5000 سرير تتوفر عليه لأكثر من 68 مليون مواطن، وبمعدل الوفيات أسبوعي من 269 وفاة، و25 بالمائة من الأشخاص فوق الستين.

وتساءل إبراهيمي:”كيف لنا أن لا نجرأ عن فعل المثل… لا نجرأ على إعطاء ولو جدولة زمنية أولية للخروج من الأزمة… بينما المغرب بأرقام أحسن… أين ذهبت جرأتنا واستباقيتنا… “.

وأوضح أن الكثير من المعطيات العلمية تغيرت مع “أوميكرون” وتسمح بالتفكير في الرفع التدريجي للقيود المفروضة جراء “كوفيد-19″، وذلك بوضع خارطة طريق وبجدولة زمنية واضحين تعكسان توازنا بين الحماية المستمرة للجمهور واستعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مع إمكانية إعادة فرض القيود في حالة تفشي المرض مرة أخرى أو مواجهة انتكاسة وبائية جديدة.

كما شدد البروفيسور الإبراهيمي على أن مؤشرات زمنية بسيطة واتخاذ  قرارات رمزية يمكن أن تطمئن الداخل والخارج على أن حالة اللايقين والخوف من المجهول قد انتهت بالمغرب، وتكون قيمة مضافة تربح المغرب سمعة وتنافسية محلية ودولية، وتعيد الثقة للمواطن وللمستثمر تحت شعار: “المغرب مفتوح لجميع المعاملات”.

وزاد قائلا: “في الحقيقة، فالقيود المتبقية جراء كوفيد نوعين إما قرارات تخلينا عنها ولم نعلن عن تخلينا عنها أو إجراءات موضوعية نستطيع تحيينها. وفي كلتا الحالتين، الإعلان عنها بكل مسؤولية وشفافية”.

وناشد البروفيسور السلطات المغربية إلى فتح الملاعب للجمهور بشروط صحية واضحة، ما دمنا نسمح بجميع أنواع التجمعات الخارجية، مؤكدا أن “الألترات ستلتقط الإشارة وستساهم في تـأطير الجماهير، لأن الرياضة متنفس للتخفيف من الضغط الرهيب الذي نعيشه هذه الأيام”.

وأكد المصدر ذاته، أنه باستمرار الوضع الحالي ستفتح المساجد للتراويح ولاسيما أننا فتحنا التجمعات في جميع الأماكن المغلقة، وتخلينا عن إلزامية الكمامات بها.

  وبخصوص تخفيف شروط دخول المغرب، أفاد إبراهيمي بأنه لا يمكن أن تطلب فرنسا اليوم فقط التحليلات السلبية في أجل 72 ساعة لدخول أراضيها، بينما نطالب بشروط متعددة، داعيا إلى تحيين هذه الشروط.

 وفي هذا الصدد، أورد إبراهيمي، أن استئناف الإيقاع الروتيني للعناية الصحية بعدم إجبار أي مستشفى على إلغاء برنامج الرعاية بسبب كوفيد وبدون إعطاء أية أسبقية لمرضى  “كورونا”، لأن كل المرضى سواسية واستعجالية التدخل الطبي هي المعيار، لأن الهدف هو تأهيل منظومتنا الصحية لتوازي النجاح في تدبير الأزمة لكي يصير النهج “الكوفيدي” في صلب التدبير اليومي للمنظومة الصحية، ثم تخفيف البروتوكول الصحي بالمدارس، لأن التأثير النفسي لحمل القناع بالنسبة للأطفال كبير جدا،  في الوقت الذي نجد فيه رواد المقاهي ومستخدمي وسائل المواصلات بدون قناع.

وختم عضو اللجنة العلمية للحد من “كورونا”، أن “كوفيد قتل منا الكثيرين، ولكنه لم يقتل فينا حبنا للحياة، وليس من حق أي أحد أن يجعل الخوف من انتكاسة محتملة سببا لمنعنا من الحياة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق