دولي

ميليشيات البوليساريو تطلق النار على محتجزين حاولوا الفرار من جحيم المخيمات

نورالدين عفير /

شهدت مخيمات تندوف، مرة أخرى، محاولة هروب محتجزين للإفلات من وضعية التحكم والسيطرة، التي تطبقها ميلشيات جبهة البوليساريو على سكان المخيمات، فيما لم تتردد ما تسمى بـ”شرطة الجبهة الانفصالية” في إطلاق النيران على الفارين.
وأكدت صحيفة “الجزائر تايمز”، أن “مخيمات تندوف شهدت ليلة الجمعة 18 فبراير الجاري، إلى حدود أول أمس السبت، انفلاتا أمنيا خطيرا استعمل خلاله الرصاص الحي وإشعال النار في صراع بين السكان المحتجزين وشرطة البوليساريو”.
وشددت “الجزائر تايمز” على أن مقاطع “فيديو” منتشرة على نطاق واسع على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، تبين “حجم الفوضى وتفضح زيف الكيان الوهمي في ادعاءاته حول تأمين سكان تندوف”، مضيفة أن مصادر مقربة للجبهة أكدت صحة وقوع الاشتباكات وتبادل إطلاق النار بين الغاضبين وشرطة البوليساريو، فضلا عن تسجيلها وقوع حالات “كر وفر” بين الجانبين، استمرت حتى فجر أول أمس، استعملت فيها سيارات رباعية الدفع أغلبها سيارات “شرطة الجبهة”.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادرها، أن “ساكنة تندوف المحتجزة خاصة بولاية السمارة مسرح الواقعة، عاشت ليلة دامية ومرعبة بسبب بشاعة الهجوم المسلح بين أفراد من أمن قيادة الرابوني وأفراد من السكان على خلفية اعتقال أقارب لهم”، مشيرة بالمقابل إلى أن بعض الصفحات الموالية للبوليساريو اعتبرت أن ما يحدث بمخيمات تندوف هو “شبيه بثورة شعبية رافضة لسيطرة جبهة البوليساريو على الساكنة المحتجزة بتندوف، وأن الجزائر هي المحرك الرئيسي والوحيد للحركة، وبأنها تتاجر بقضية الصحراء من أجل مصالحها فقط”.
وكشف المصدر ذاته، أن مخيمات تندوف باتت تعيش منذ مدة على وقع احتجاجات وتظاهرات غير مسبوقة رافضة للبوليساريو، موضحة أن “تقارير سجلت انفلاتا أمنيا بالمخيمات يرافقه انتشار السلاح بين الشباب وتعاطي المخدرات والتهريب إضافة إلى ارتكاب مختلف أنواع الجرائم”. وتزايدت في الفترة الأخيرة، الحوادث والمشاهد التي تؤكد الاحتقان الشعبي الذي يتعرض إليه محتجزو المخيمات الذين يتحين العديد منهم الفرصة “السانحة” لمحاولة الهروب من جحيم المخيمات، إلا أن ميلشيات الجبهة الانفصالية مدعومة بالجيش الجزائري، تقابل محاولات الفرار بعدم التردد في إطلاق النار، وهو ما حدث شهر نونبر الماضي، عندما أطلق جنود جزائريون النار على اثنين من ساكنة مخيمات تندوف، وهما ينتميان لقبيلة ‏”سلام الركيبات”، ‏حيث كانا على متن سيارة رباعية الدفع، كما أطلقت دورية تابعة للجيش الجزائري النار بشكل عشوائي على مجموعة من الصحراويين حاولوا الهرب إلى خارج المخيم عبر منطقة “حفار جرب” التي تبعد بحوالي 26 كيلومترا جنوبا عن ما يسمى بـ”معسكر الداخلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق