
مصطفى قسيوي
مع اقتراب موعد انعقاد القمة الأوربية- الإفريقية، في دورتها السادسة ببروكسيل، واحتمال حضور زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، عبر أعضاء اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي عن دهشتهم الكبيرة من النية الأوروبية للسماح بمشاركة محتملة لزعيم الميليشيات المسلحة المتهم بجرائم ضد الإنسانية.
وقال البرلمان المغربي في رسالة موجهة للبرلمان الأوروبي، إن “هذه القمة هي فرصة لوضع أسس متجددة ومعمقة بشأن شراكة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي على أساس الثقة المتبادلة والفهم بين المشاركين، وذلك لتعزيز النفوذ ومعالجة المصالح الأمنية والاقتصادية للقضايا المشتركة، كما أن دور القائمين بالبرلمان الأوروبي على هذه القمة، هو ضمان يوضح أن المارقة من القادة ليس لديهم أي مقعد على طاولة هذا الحدث المهم بصفتهم نوابا منتخبين يُعهد إليهم ديمقراطيا بولاية تمثيل مصالح الشعوب، وحريصون على إدامة تقليد الحوار والتشاور التي تميز مهمتنا النبيلة كبرلمانيين”.
وأشار المراسلة ذاتها، إلى أن البرلمان المغربي يشارك البرلمان الأوروبي كافة المخاوف المتعلقة بالاضطرابات التي قد تؤثر على الطبيعة الاستراتيجية لهذا الوضع حول الشراكة بين إفريقيا وأوروبا، كما ولدت رغبة مشتركة لبناء منطقة للحوار والتعاون من أجل الأمن والتنمية والازدهار المشترك.
وأبرزت الرسالة أن الدخول الاحتيالي في أبريل الماضي، إلى الأراضي الإسبانية لزعيم الميليشيات “إبراهيم غالي” الذي يحمل هوية مزورة وتحت مزاعم إنسانية مشبوهة، قد سبب في إجهاض الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، كما ساهم هذا الحدث في تعقيد الوضع الذي أوجده هذا العمل غير القانوني، والذي أذهل الرأي العام المغربي، حيث لقي تنديدا بالإجماع من قبل السلطات المغربية، لأن “إبراهيم غالي” هو عنصر سيئ السمعة من خلال ارتكابه لمختلف الجرائم والجنايات والانتهاكات الجسيمة للقوانين الوطنية والدولية التي يجب أن يحاكم فيها من قبل المحاكم الإسبانية والمحاكم الدولية.
وأضاف البرلمان المغربي، في رسالته، أن المغرب والاتحاد الأوروبي لديهما رأسمال لا يقدر بثمن، حيث يمكن أن يحول المنطقة بأكملها إلى منطقة الازدهار والسلام، ومع ذلك، فمن واجبنا كدول مسؤولة تجنب سوء الفهم الذي قد يفسد هذا التغيير الجماعي الإيجابي المحتمل وحالة “ابراهيم غالي “هي واحدة من تلك المناطق الرمادية العرضية، ولكنها متكررة بشكل متزايد وتساهم في تعكير صفو العلاقات بين المغرب وإسبانيا.
ونبه البرلمان المغربي، في رسالته، من نية استقبال البرلمان الأوروبي زعيم ميليشيات البوليساريو في هذا الحدث القاري العام، والذي من شأنه أن يمتد ويؤثر سلبا على متانة العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، محذرا من محاولة نهج أسلوب الاستفزاز من جديد، والذي يعد عاملا من عوامل عدم الاستقرار.
ومن جهتهم، أطلق مجموعة من النشطاء الحقوقيين عريضة إلكترونية يطالبون فيها بعدم مشاركة زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، المدعو “ابراهيم غالي”، في الدورة السادسة للقمة الأوربية- الإفريقية المقرر انعقادها ببروكسيل يومي 17 و18 فبراير الجاري .
وأكد الموقعون على العريضة، التي تم إطلاقها على موقع العرائض الدولي، “شونغ. أورغ”، والتي حصدت أزيد من 7900 توقيع إلى حدود زوال أمس الأربعاء أن مشاركة جبهة “البوليساريو” في اجتماع قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي التي ستنعقد تحت شعار، “إفريقيا وأوروبا: قارتان برؤية مشتركة حتى 2030″، تثير الكثير من الجدل في الوسط السياسي الأوروبي، متسائلين، كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يرحب بقادة جماعة البوليساريو الانفصالية، التي حوكم بعض أعضائها بتهمة اختلاس الأموال الأوروبية، وحوكم زعيمهم في دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، على جرائم بشعة ودنيئة مثل الاغتصاب، والاعتقال القسري، والتعذيب بالإضافة إلى تزوير الهوية.
ومن المنتظر أن يجتمع قادة وكبار مسؤولي حكومات أكثر مِن 50 دولة أعضاء في الاتحادين الأوروبي والإفريقي، يومي 17 و18 فبراير الجاري، في قمة أوروبية إفريقية بالعاصمة البلجيكية بروكسل لتجديد وتعميق الشراكة بين الاتحادين وإطلاق حزمة استثمار إفريقية أوروبية طموحة وبحث التحديات العالمية الراهنة، وعلى رأسها تمويل النمو والنظم الصّحّيّة وإنتاج اللقاحات في أعقاب جائحة “كورونا” وكذلك الزراعة والتنمية المستدامة والتعليم والثقافة والتدريب المهني والهجرة والتنقل، ودعم القطاع الخاص والتكامل الاقتصادي والسلام والأمن والحكم انتهاء بتغير المناخ.