مجتمع

44 بالمائة من التلاميذ المغاربة كانوا ضحايا التحرش و21 مدرسا يتقاسمون حاسوبا واحدا

الرباط- عبد الحق العضيمي

كشفت دراسة وطنية حول نتائج التلاميذ المغاربة بالبرنامج الدولي  PISA 2018″”، أن المنظومة التربوية بالمغرب موسومة بالرسوب،  وأن نتائج الإناث أفضل من نتائج الذكور في كل من فهم النصوص المكتوبة والعلوم.

وأفادت الدراسة الرسمية، التي أعدتها الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وجرى عرض مضامينها في ورشة تفاعلية، نظمتها الهيئة، عبر تقنية التناظر المرئي، أول أمس، (أفادت) بـأن المدرسين المغاربة من بين المدرسين  الأقل تأهيلا من حيث المستوى الأكاديمي، ومدة التكوين والتطور المهني، مقارنة مع الدول المشاركة في الدراسة، وعددها 79 دولة.

الدراسة، التي أنجزت اعتمادا على المعطيات الدولية، بتعاون مع وكالة حساب تحدي الألفية المغرب ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أكدت أن 44 في المائة من التلامذة المغاربة، صرحوا أنهم كانوا ضحايا تحرش، مرة واحدة في الشهر على الأقل.

رغم عوز أسرهم.. تلاميذ أثبتوا قدرتهم على إحراز نتائج مشجعة

وفي هذا السياق، أظهرت الدراسة، أن التلاميذ المنحدرين من أوساط هشة، أو الذين يدرسون في العالم القروي، أو في مؤسسات التعليم العمومي، يحصلون على نتائج أقل من تلك التي يحصل عليها نظراؤهم،  وأن بعض التلاميذ المنحدرين من أوساط معوزة، أثبتوا قدرتهم على إحراز نتائج مشجعة.

وأوضحت الدراسة، أن 13 في المائة من التلاميذ المغاربة تغلبوا على الصعوبات السوسيو- اقتصادية، ونجحوا، في أن يكونوا من بين أفضل التلاميذ في فهم النصوص المكتوبة على الصعيد الوطني.

وبخصوص نسبة التغطية (نسبة التلاميذ البالغين من العمر 15 سنة، الذين يتابعون دراستهم في السنة الأولى إعدادي على الأقل)، إذ أن 36 في المائة من الفئة المستهدفة لم يشاركوا في الدراسة، لكونهم ما زالوا في السلك الابتدائي أو غادروا الدراسة.

كما أن التلاميذ البالغين من العمر 15 سنة، الذين لا يتوفرون على الحد الأدنى من الكفايات المطلوبة، يصل إلى 73 في المائة في فهم النصوص المكتوبة، و76 في المائة في الرياضيات، و69 في المائة في العلوم.

منظومة موسومة بالرسوب

من جانب آخر، أبرزت الدراسة أن المنظومة  التربوية موسومة بالتكرار (الرسوب)، أي أن 49 في المائة من التلاميذ الذين شملتهم الدراسة سبق لهم أن كرروا مرة واحدة على الأقل، وهي النسبة الأعلى من بين كل الدول والاقتصادات المُشاركة، حيث كشفت الدراسة أن التكرار يسود، بشكل أكبر، بين التلاميذ الذكور، والتلاميذ المنحدرين من أوساط معوزة، أو الذين يدرسون في العالم القروي، أو في مؤسسات التعليم العمومي.

كما أشارت الدراسة إلى أن نسبة التلاميذ المكررين المنتمين لأسر المعوزة تصل إلى 63 في المائة، فيما تبلغ النسبة 26 في المائة لدى تلاميذ الأسر الميسورة، فيما تقدر بـ51 في المائة بالتعليم العمومي و22 في المائة بالتعليم الخصوص.

وخلصت الدراسة إلى أن أداء التلاميذ المكررين يبقى أقل بكثير مقارنة بغير المكررين، بفوارق تبلغ 82 نقطة في فهم النصوص المكتوبة، و76 نقطة في الرياضيات، و 72 نقطة في العلوم.

أداء التلميذات أفضل من أداء التلاميذ

من جهة ثانية، كشفت الدراسة أن نتائج الإناث أفضل من نتائج الذكور في كل من فهم النصوص المكتوبة والعلوم، بفارق 26 نقطة و9 نقاط على التوالي، في حين جاءت نتائجهما متساوية في الرياضيات.

وفي ما يتعلق بتطلعات التلاميذ نحو المستقبل التعليمي والمهني، فإن 54  في المائة من التلاميذ المغاربة يتطلعون إلى مواصلة الدراسة، و34 في المائة منهم يبررون ذلك بكون المهن التي يطمحون إليها تتطلب شهادات عليا، فيما 20 في المائة يرون أن الأفق لم يتضح لديهم بعد.

كما صرح أكثر من 30 في المائة من التلاميذ أنهم يفضلون ولوج سوق الشغل، إما لأن المهن التي يتطلعون إلى مزاولتها لا تتطلب شهادات عليا بالنسبة لـ 14 في المائة منهم، أو لأنهم يتوقون إلى تحقيق الاستقلال المالي، بحسب 17 في المائة، تضيف الدراسة.

وفي ما يتعلق بالاقتناع بإمكانية تطوير الذكاء، أي بمدى الاعتقاد بأن الذكاء غير ثابت، وإنما قابل للتطور مع مرور الوقت،  فأبرزت الدراسة أن 42 في المائة من التلامذة المغاربة مقتنعون بوجود إمكانية تطوير درجة ذكائهم، أي أن أكثر من نصفهم يعتبرون أن الذكاء ثابت، ولا يمكن تنميته أو تطويره.

وأفادت الدراسة بأن التلامذة المقتنعون بإمكانياتهم في تطوير ملكات ذكائهم يتميزون بأداء أفضل من نظرائهم الذين يعتقدون بأن الذكاء ثابت، بفارق 24 نقطة في العلوم، و26 نقطة في كل من الرياضيات وفهم النصوص المكتوبة.

المدرسون المغاربة من بين المدرسين الأقل تأهيلا

ومن بين النتائج التي كشفت عنها الدراسة، أن المدرسين المغاربة من بين الأقل تأهيلا من حيث المستوى الأكاديمي، ومدة التكوين والتطور المهني من بين الدول والاقتصادات المشاركة في الدراسة، حيث إن 10 في المائة فقط من المدرسين بالمغرب يتوفرون على مستوى الماستر، في مقابل 42 في المائة لدى دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وأن  65 في المائة من المدرسين حاصلون على شهادة التأهيل التربوي، مسلمة من السلطات الوصية على قطاع التربية والتكوين، في مقابل 82 في المائة في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

كما تطرقت الدراسة إلى استفادة 22 في المائة من المدرسين من برامج تكوينية لمدة سنة أو أكثر و29 في المائة استفادوا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل هذه الدراسة، من أحد البرامج التكوينية الرسمية ذات الصلة بالتربية والتكوين، في مقابل 53 في المائة في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

واستنتجت الدراسة أن نقص أو عدم ملاءمة الموارد البشرية، والمادية، والتربوية، له أثر سلبي على منظومة التربية والتكوين بالمغرب.

أزيد من 20 مدرسا يتناوبون على حاسوب واحد

وتطرقت الدراسة إلى أن 24 في المائة من التلاميذ المغاربة يدرسون في مؤسسات لا تتوفر على حواسيب، و38 في المائة من الحواسيب المتوفرة للتلامذة المغاربة مرتبطة بالإنترنت، مقابل على التوالي 1 في المائة  و96 في المائة كمتوسط في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

كما أن حوالي 21 في المائة مدرسا يتقاسمون حاسوبا مرتبطا بالإنترنت، بينما في دول منظمة التّعاون والتنمية الاقتصادية، يتوفر كل مدرس على حاسوب، وفق نص الدراسة، التي أكدت أن تأثير النقص في الموارد البشرية والمادية والتربوية يتضح بشكل جلي أكثر في الأوساط المعوزة، وفي مؤسسات التعليم العمومي، مقارنة بما عليه الحال في القطاع الخاص.

التحرش والغياب والتأخر.. ثالوث يتربص بالمنظومة التربوية

الدراسة، كشفت أيضا أن 44 في المائة من التلاميذ المغاربة صرحوا بأنهم كانوا ضحايا تحرش، مرة واحدة في الشهر على الأقل (طيلة الإثني عشر شهرا الأخيرة)، في مقابل 30 في المائة كمتوسط في دول منظمة التّعاون والتّنمية الاقتصادية، كما أن التلاميذ الذين تعرضوا للتحرش حصلوا على معدلات أقل من زملائهم، بفارق 43 نقطة في فهم النصوص، و30 نقطة في الرياضيات، و31 نقطة في العلوم.

وحول الغياب والتأخر، فإن 59 في المائة من التلامذة المغاربة صرحوا بأنهم وصلوا إلى مؤسساتهم متأخرين، مرة واحدة على الأقل في الأسبوعين اللذين سبقا إجراء الدراسة، في مقابل 48 في المائة في دول منظمة التّعاون والتّنمية الاقتصادية.

كما أن 44 في المائة من التلامذة المغاربة صرحوا بأنهم لم يحضروا للفصل الدراسي ليوم واحد أو عدة أيام، في مقابل 21 في المائة في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، كما أن 59 في المائة صرحوا بأنهم تغيبوا عن بعض الحصص الدراسية، مرة واحدة على الأقل في الأسبوعين اللذين سبقا إجراء البحث، في مقابل 21 في المائة في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

 يذكر أن هذه المشاركة الأولى للمغرب في البرنامج الدولي PISA 2018 لتقييم كفايات التلامذة في سن 15 سنة، في قراءة النصوص المكتوبة، والرياضيات، والعلوم، الذي تشرف على تنظيمه، مرة كل ثلاث سنوات، منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، بمشاركة مجموعة من الدول والمجموعات الاقتصادية، إذ بلغ عدد المُشاركين في هذه النسخة (2018)، حوالي 60 ألف تلميذ وتلميذة موزعين على 79 دولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق