مصطفى قسيوي
كذبت منظمة الأمم المتحدة مزاعم الجزائر حول خرق المغرب لوقف إطلاق النار، معتبرة أن بعثة “المينورسو” بالصحراء المغربية لم ترصد أي انتهاكات في هذا الشأن.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي، إن “المهمة الأساسية لبعثة “المينورسو” بالصحراء، تشمل أساسا الإبلاغ عن أي شيء يشكل انتهاكا في منطقة عملياتها، إذ أننا نحصل على التفاصيل عندما يحدث مثل هذا الأمر، وإذا لم تكن هناك انتهاكات في المنطقة فليس لدينا ما نشاركه بخصوص هذا الموضوع”.
وأضاف المسؤول الأممي، “بالطبع، تقدم إلى الأمين العام للأمم المتحدة تقارير دورية عن العمل الذي تقوم به بعثة “المينورسو” بالصحراء المغربية، وبدوره مجلس الأمن الدولي يحصل على المعلومات بهذه الطريقة”، وهو ما لم يحصل، عكس الادعاءات الجزائرية التي جاءت على لسان عمار بلاني مساعد وزير الخارجية رمطان لعمامرة، والذي اتهم المغرب يوم الأحد الماضي، بقتل مدنيين خارج الحدود الدولية المعترف بها، باستخدام أسلحة متطورة، حسب تعبيره. مشيرا إلى أن السلطات المغربية “تقوم بأعمال حرب شرق الجدار الرملي وترتكب اغتيالات خارج القانون تستهدف مدنيين، وتخرق يوميا الاتفاقات العسكرية بين طرفي النزاع، والتي أقرها مجلس الأمن الدولي”.
وتأكيدا لموقف الأمم المتحدة من الاتهامات الجزائرية المغرضة، قال القيادي السابق بالجبهة الانفصالية، مصطفى سلمة، إنه “منذ إعلان جبهة “البوليساريو” التنصل من اتفاقية وقف إطلاق النار، وإعلانها العودة للحرب ضد المغرب، التي وصلت بلاغاتها العسكرية لرقم (441) لم يستهدف سلاح الجو المغربي أي مقر عسكري أو مدني في المناطق شرق الحزام ما عدا مقر الناحية العسكرية السادسة الذي كان قيد الإنشاء في منطقة قريبة من الحزام في قطاع المحبس شهر نونبر من سنة 2020، ومن ذلك التاريخ أخلت “البوليساريو” جميع مقراتها العسكرية، حيث لم يستهدف سلاح الجو المغربي بعد ذلك غير الأهداف العسكرية المتحركة أو التي تقترب من الحزام الدفاعي، ومنذ يومين غامرت جبهة “البوليساريو” بإدخال شاحنتين عسكريتين إلى منطقة امهيريز، وهما الهدفان اللذان استهدفهما القصف عند مقر إمداد الناحية العسكرية الرابعة في منطقة امهيريز، ولا توجد أنباء عن أية خسائر بشرية في القصف، ولا عن تعرض مناطق أخرى للقصف كما أشيع عن منطقة تفاريتي وغيرها، يضيف مصطفى سلمة، في تدوينة له على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، والتي أشار فيها إلى أن جبهة “البوليساريو” منذ أن اختارت العودة للحرب شهدت ناحيتها العسكرية الرابعة القريبة من مدينة السمارة أكبر الخسائر في العتاد والأرواح نتيجة لقربها منها والتي لا يبعد مقر قيادة الناحية الرابعة عنها بأكثر من 100 كلم، إلا أن الجبهة تصر على محاولات إقناع العالم بوجود حرب في المنطقة، وأن المغرب يخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وأبرز مصطفى سلمة في تدوينته، أن ما ذكرته مواقع تابعة للبوليساريو من كون القوات المسلحة الملكية شنت هجوما بالطائرات المسيرة “درون” داخل المنطقة العازلة وبالتحديد في منطقة امهيريز، حيث دكت الصواريخ منشآت ومبان تابعة للناحية العسكرية الرابعة للجبهة، والترويج بكون الضربات الجوية استهدفت المباني المدنية، من طرف وسائل إعلام تابعة للجبهة وأخرى مقربة من النظام الجزائري، هي أخبار عارية من الصحة.