وزيرة تكشف معطيات خطيرة: أنفاق منجمية بجرادة تستغل في الهجرة السرية من وإلى الجزائر
عبد الحق العضيمي
كشفت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، عن معطيات خطيرة حول تحول موقع “سيدي بوبكر” المنجمي بمنطقة جرادة إلى ممر للهجرة غير الشرعية من وإلى الجزائر، وذلك عبر الأنفاق المنجمية، الشيء الذي اعتبرته أنه “أصبح يشكل خطرا على الأمن العام”، جاء ذلك في جواب لها على سؤال كتابي لأحد نواب المعارضة، حول “التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لإغلاق منجم سيدي بوبكر” .
وأوضحت الوزيرة في الجواب ذاته، الذي اطلعت ” الأمة 24″ على نسخة منه، أن قرار إغلاق هذا المنجم جاء تبعا لتوصيات الدراسة التي أنجزت لحل المشاكل التي يسببها، والتي حظيت بموافقة اللجان الإقليمية والجهوية لتتبع البرنامج التنموي الممتد ما بين 2018 و2020 لتأهيل إقليم جرادة، مشيرة إلى أن “هذا النشاط المنجمي غير مشروع ويزاول بأساليب محفوفة بالمخاطر وغير مؤطرة، حيث أصبح العامل بهذه المناجم معرضا للمخاطر والحوادث المميتة التي تقع بين الفينة والأخرى”.
وذكرت المسؤولة الحكومية، أن المدخل الرئيسي لمنجم سيدي بوبكر والمسمى بـ “غار لهبوب” يعرف استغلالا عشوائيا بدون سند قانوني لعدة سنوات، الشيء الذي تسبب في العديد من الانهيارات الأرضية والحوادث، والتي كانت بعضها مميتة”، مؤكدة أن هذا الموقع “يعاني من عدم الاستقرار، حيث أصبح يؤثر على جميع الأراضي المتواجدة فوق موقع المنجم من ضمنها “حي لاجيكو السكني” وكذلك بعض الأراضي الفلاحية”.
وأماطت بنعلي اللثام عن واقع الساكنة هناك، حيث قالت إنه “في غياب تطوير اقتصاد بدیل يمكن ساكنة سيدي بوبكر من الاستفادة من مؤهلات المنطقة، وخاصة في مجالي الفلاحة والسياحة، يلجأ السكان المحليون للتنقيب والاستغلال العشوائي لما تبقى في المناجم القديمة المغلقة بالإقليم كمصدر رزق، وذلك بكل من منجم سيدي بوبكر للرصاص والزنك، ومنجم تويسيت للرصاص، ومنجم الفحم الحجري بجرادة”.
وذكرت المتحدثة ذاتها، بأن “وزارة الداخلية قامت بإنشاء صندوق خاص بدعم المشاريع، والذي يسمح للراغبين في تغيير نشاطهم المعدني بإنشاء مقاولات يتم تمويلها وتأطيرها من طرف هذا الصندوق”، مبرزة أن وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة عملت على تنفيذ التزاماتها المدرجة في البرنامج التنموي الذي تم إعداده في سياق التفاعل الإيجابي للقطاعات الحكومية والسلطات العمومية بشأن المطالب التي رفعها سكان مدينة جرادة، عبر اتخاذ عدة تدابير لبلورة النموذج التنموي الجديد للإقليم من خلال خلق اقتصاد تعاوني في مجال العمل المنجمي بجرادة يهدف إلى إعادة النشاط المنجمي في إطار مهيكل وخلق فرص للشغل.