مجتمع

زبرون: وقفتنا تحسيسية بقضية العالقين في بؤر التوتر والعشرات منهم يقبعون بسجن(( غويران))

حكيمة أحاجو

على خلفية الهجوم الذي شنه إرهابيو “داعش” على سجن “غويران” بمدينة الحسكة السورية، دعت التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، إلى وقفة تحسيسية للتعريف بقضية العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق من شباب ونساء وأطفال، تحت شعار “أنقذوا أبناءنا وبناتنا قبل فوات الأوان”، اليوم الجمعة، أمام مقر البرلمان بالرباط.

وأوضحت التنسيقية في بلاغ لها، أن هذه الوقفة التحسيسية جاءت بعد الأحداث الدامية التي تشهدها مدينة الحسكة بسوريا وسجن “غويران”، والذي “يقبع فيه العديد من المعتقلين المغاربة والذين نجهل مصيرهم لحد الآن”.

وأضاف المصدر ذاته، أن عائلات معتقلي “داعش” لا يعرفون: “هل هم أحياء أم لقوا حتفهم؟ في ظل الاقتتال الدائر بين قوات “قسد” ومسلحي “داعش”، وكذلك  بسبب الحالة المزرية والكارثية التي تعرفها مخيمات الاحتجاز بمخيمي “روج” و”الهول” والتي يقبع فيها مئات النساء والأطفال المغاربة.

ودعت العائلات كل النشطاء الحقوقيين لمؤازرة العائلات المكلومة، موضحة أن  هجوم تنظيم “داعش” على سجن “غويران” مستمر منذ يوم الخميس الماضي، رغم تمكن القوات الدولية من تطهير أجنحة كبيرة داخله.

وأكدت مريم زبرون، الكاتبة العامة للتنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين في سوريا والعراق، في تصريح لـموقع ” الأمة 24″، أن التنسيقية قررت الاحتجاج للتعريف بقضية المغاربة العالقين بسوريا والعراق، بضغط من أمهات المعتقلين، اللواتي تابعن الأحداث الأخيرة التي عرفها سجن “غويران”.

وأضافت أن التنسيقية لا تعرف العدد الحقيقي للمغاربة المعتقلين بهذا السجن، لكنها متأكدة من أنه يضم مغاربة، لأن التنسيقية كانت قد توصلت منذ أسبوعين بـ 33 رسالة من الصليب الأحمر جميعها من مغاربة معتقلين بسجن “غويران”، وتم تسليمها للعائلات، وبالتالي فالأسر كانت على علم أن أبناءها مسجونين بهذا المعتقل.

وأوضحت المتحدثة، أن عائلات المعتقلين تناشد جميع المتدخلين سواء وزارات الخارجية والداخلية والعدل للتدخل لإنقاذ العالقين بسوريا والعراق سواء داخل المخيمات التي يعرف الجميع ظروف العيش فيها، خاصة في فترة تساقط الثلوج بسوريا.

وفي السياق ذاته، أكدت زبرون، أن التنسيقية توصلت بأشرطة “فيديو” من داخل سجن “غويران”، توضح أن ما تعرض له المعتقلون به عبارة عن إبادة جماعية للسجناء، مشيرة إلى أن العائلات ترغب في تدخل استعجالي لمسؤولي وزارة الخارجية لدى الأكراد، لوقف الاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها سجناء عزل.

وجددت زبرون نداء التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، لعبد اللطيف وهبي، وزير العدل، لأنه رئيس اللجنة الاستطلاعية المكلفة بدراسة ملف مغاربة “داعش” العالقين في سوريا، والعراق، والتي قدمت توصيات مهمة لتسهيل عودة المغاربة العالقين، “لكنها بقيت بدون تفعيل”، تضيف المتحدثة.

من جانب آخر، أفادت الكاتبة العامة للتنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين في سوريا والعراق، بأن رفض البعض لعودة المغاربة العالقين في بؤر التوتر أضحى متجاوزا، لأن تشكيل لجنة من مختلف الفرق البرلمانية تبرهن على أن هناك موافقة رسمية على عودتهم، موضحة أن اللجنة قامت باستطلاع آراء جهات حكومية منها وزارات الداخلية والعدل والخارجية وجميعها لم ترفض عودة العالقين، كما التقت اللجنة عددا من العائدين من “داعش” وتأكد لها أنهم قاموا بمراجعات فكرية مهمة.

وأضافت أن المغرب قرر عدم محاكمة النساء والأطفال واعتبرهم ضحايا، مبرزة أن الشباب العالقين مستعدين للمحاكمة في حالة السماح بعودتهم.

وأشادت زبرون ببرنامج المصالحة الذي عقدته الدولة مع السلفيين واستفاد منه عدد من الذين شاركوا في بؤر التوتر ولم يثبت في حقهم العود للفكر المتطرف، مبرزة أن هناك نماذج كثيرة منهم تعيش بسلام، وأن على الدولة أن تعمل على إدماجهم خاصة الأطفال، وإلا سنجد أنفسنا “أمام جيل جديد من الإرهابيين”.

ويشار إلى أن اللجنة الاستطلاعية المكلفة بدراسة ملف مغاربة “داعش” العالقين في سوريا والعراق، خلال الولاية التشريعية السابقة، كانت قد كشفت أن 1659 شخصا غادروا المغرب بين 2012 إلى عام 2017، بدعوى الجهاد أو لأسباب مادية، منهم 1300 التحقوا بـ”داعش”، وأن غالبية هؤلاء ينحدرون من المدن الشمالية وأنه من “أصل 345 مقاتلا مغربيا، عادوا إلى المغرب من بؤر القتال في سوريا والعراق، هناك 245 ينحدرون من ثلاث جهات، هي جهة طنجة – تطوان- الحسيمة، وجهة فاس – مكناس، وجهة الدار البيضاء – سطات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق