عبد الحق العضيمي
شدد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على أن الأمن الروحي للمغاربة وللقارة الإفريقية يعتبر من بين الأوليات للتصدي للأطماع الإيرانية التي تحاول الدخول غرب إفريقيا لنشر المذهب الشيعي”. جاء ذلك في تقرير لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب، الذي يهم المصادقة على مشاريع قوانين يوافق بموجبها على خمس اتفاقيات دولية، والذي اطلعت “رسالة الأمة” على نسخة منه.
وأفاد الوزير بأن مساندة المغرب لما تعرضت له إمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة كان “رسالة واضحة للتنديد بتجاوزات الحوثيين ومن يقف خلفهم إيران”، وقال بوريطة “إن المغرب له العديد من الأدوات للتأثير على المستوى الدولي من خلال آليات الدين والثقافة والأمن، وهذا يعكس أن تنوع أدوات التأثير الدولي تتيح له العطاء والاقتراح في مجموعة من الاتفاقيات الموقعة”، مؤكدا أن الاتفاقيات ذات البعد الثقافي يمكن أن تساهم في استرجاع المآثر الثقافية المتواجدة بالقارة الأوروبية.
وأشار الوزير إلى أن المغرب لم يبق حبيس الجوار، وإنما أصبح يبحث عن المصداقية خارج البعد الجغرافي الضيق، مضيفا بالقول إن “المغرب كان دائما يستبق لحسن العلاقة مع الجوار، لكن الآن العالم لم يعد يؤمن بالجوار وأصبح البحث عن شريك موثوق هو المعتمد، وهو ما اعتمده جلالة الملك بالانفتاح على الصين والهند وروسيا وإفريقيا، وبالتالي لا ينبغي أن ينغلق المغرب، هذا تصور جديد أصبح لا يعتمد على الجغرافيا في تحديد الشركاء وإنما على المصداقية”.
ومن مشاريع القوانين التي تمت المصادقة عليها “ميثاق النهضة الثقافية الإفريقية والذي تم اعتماده من طرف رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي خلال الدورة العادية السادسة للمؤتمر المنعقدة بالخرطوم “جمهورية السودان” في 24 يناير 2006″، حيث تطرق بوريطة إلى أن انضمام المغرب إلى هذا الميثاق والذي يحل محل الاتفاق الإفريقي لعام 1976، يأتي انسجاما مع التزامات المغرب القارية والرغبة في المساهمة في المبادرات الإفريقية، إدراكا منه بالتنوع الثقافي، والذي هو عامل أساسي في الإثراء المتبادل بين الشعوب.
وأبرز الوزير أن هذا الميثاق يهدف إلى تحقيق العديد من الأهداف منها “إثبات كرامة الرجل والمرأة الإفريقيين والأسس الشعبية لثقافتهما”، و”تعزيز حرية التعبير والديمقراطية والشعور بتحقيق التقدم والتنمية”، وكذا “مكافحة جميع صور الانعزال والاضطهاد الثقافي في أي مكان في إفريقيا”.