ميناء طنجة المتوسط يشل الحركة التجارية بالجزيرة الخضراء ومطالب “الصلح” تتزايد

مصطفى قسيوي
استطاع ميناء طنجة المتوسط، أن يشل الحركة التجارية بميناء الجزيرة الخضراء، الذي يعد المركز التاريخي لعمليات إعادة الشحن في إسبانيا باحتكاره 85 في المائة من إجمالي التدفقات التجارية.
وحسب جريدة “لاراثون” الإسبانية، فإن سلطات ميناء الجزيرة الخضراء تتوقع أن يبتعد هذا الميناء أكثر عن دائرة المنافسة مع نظيره المغربي، ميناء طنجة المتوسطي مستقبلا، وذلك انطلاقا من نشاطهما التجاري المسجل سنة 2021، والذي رفع الفارق في نشاط الحاويات بينهما إلى أكثر من مليوني حاوية، وأيضا بفعل افتتاح الشطر الثاني من الميناء، والذي يضم محطتين جديدتين، حيث يتوقع الإسبان أن يتحول الميناء المغربي إلى أهم مركز دولي لتحالفات أنشطة الشحن التجاري بحوض البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت الجريدة الإسبانية، أن حركة المرور التجارية للحاويات سجلت خلال السنة الماضية تراجعا بنسبة 6 في المائة مقارنة بسنة 2020، بينما سجل منافسها المغربي المباشر حوالي 7 ملايين و174 ألف حاوية، بزيادة وصلت إلى 24 في المائة، ما يعني أن الفارق بين الميناءين ارتفع من 600 ألف حاوية إلى مليونين و370 ألفا، على الرغم من كونهما يوصفان بـ”الميناءين التوأمين” بسبب قربهما الجغرافي وموقعهما غرب المتوسط.
وأضافت الجريدة الإسبانية، بناء على معطيات لإدارة ميناء الجزيرة الخضراء، الذي يعد المركز التاريخي لعمليات إعادة الشحن في إسبانيا باحتكاره 85 في المائة من إجمالي التدفقات التجارية، أن الضغوط على هذا الميناء أصبحت أكبر منذ افتتاح محطة الحاويات الثالثة “Tanger Med TC3” في يناير من العام الماضي، بميناء طنجة المتوسطي الثاني، وأصبحت “الهيمنة” المغربية أكبر في نونبر الماضي، مع إعلان شركة “APM Terminals ” تشغيل المحطة الرابعة “Tanger Med TC4″، حيث يؤكد هذا الاستثمار الاستراتيجي رغبة شركة ” Maersk ” الدانماركية العملاقة، صاحبة المشروع، في جعل مركزها اللوجيستي الكبير بحوض البحر الأبيض المتوسط هو الميناء المغربي، ما سيؤدي إلى تقليص حركة الميناء الإسباني، لكونه سيصبح أقل تنافسية، فيما سيرسخ ميناء طنجة المتوسط موقعه كمركز رئيسي لتحالفات الشحن العالمية الرئيسية بقيادة شركات” Maersk Line” و”CMA CGM” و”Hapag Lloyd”.
وأمام هذا الوضع المقلق بإسبانيا، خاصة بعد استمرار الأزمة الديبلوماسية المفتعلة مع بلادنا، أعلن رئيس ما يسمى بـ “حكومة مليلية المحتلة” دعمه لدعوة العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس لاستعادة العلاقات الثنائية بين المغرب وبلاده.
وقال إدواردو دي كاسترو، إنه يدعم نداء الملك بخصوص شروع إسبانيا والمغرب في بناء علاقة جديدة مستندة إلى أسس أقوى وأكثر صلابة، وإعلان رغبته في رؤية البلدين يسيران جنبا إلى جنب، حيث إن استعادة علاقة حسن الجوار أصبحت ضرورية.
كما دعا “دي كاسترو” إلى إنقاذ المدينتين المحتلتين بإعادة فتح الحدود البرية والسماح بتنقل الأشخاص عبرها، مع عودة حركة المرور التجارية، بطريقة منظمة وخاضعة للمراقبة وباحترام للمعاهدات الدولية والاتفاقيات الثنائية بين المغرب وإسبانيا.