أكثر من 31 ألف مسيحي يعيشون بالمغرب

حميد اعزوزن
عادت منظمة تعنى بحقوق المسيحيين في العالم لتدرج المغرب، للسنة الثالثة على التوالي، ضمن قائمة تشمل 50 دولة يتعرض فيها المسيحيون لـ”التضييق”، من بينها 16 دولة عربية، وذلك بعدما ظل خارج هذه القائمة منذ سنة 2014.
وصنفت منظمة “الأبواب المفتوحة” البروتستانتية، في تقرير”قائمة المراقبة العالمية لسنة 2022″، المغرب في المرتبة 27 ضمن قائمة هذه الدول الخمسين التي اعتبرت أنها “خطر” على المسيحيين، إلا أنها أكدت أنه يعتبر مع ذلك متسامحا نسبيا مقارنة بالدول العربية الأخرى، خاصة دول شمال إفريقيا، حيث صنفت ليبيا في خانة الدول التي يتعرض فيها المسيحيون لاضطهاد شديد، باحتلالها المرتبة الرابعة ضمن القائمة، نظرا لتفشي الفوضى والحرب الأهلية فيها والاضطهاد العنيف ضد من يعبرون علانية عن دينهم، وضد المسيحيين من أصول إسلامية، وأدرجت الجزائر وموريتانيا في خانة الدول التي تضطهد المسحيين بدرجة عالية، باحتلالها المرتبتين 22 و23 على التوالي، في حين حلت تونس في المرتبة 35 ضمن القائمة.
وتشير الأرقام الواردة في التقرير إلى أن إجمالي عدد المسيحيين المتواجدين بالمغرب يصل إلى 31 ألفا و400 مسيحي، وهو ما يمثل 0.1 بالمائة من السكان، من بينهم فقط بضعة آلاف من المسيحيين المغاربة، الذين قرروا اعتناق المسيحية في “الظل” من خلال “كتم إيمانهم”.
وحول أوضاع المسيحيين بالمغرب، تقول المنظمة، التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرا لها، إنه على الرغم من أن المغرب يعتبر متسامحا نسبيا مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة، إلا أنه يمنع “التبشير”، والقانون المغربي يجرم “زعزعة عقيدة مسلم”، كما أن الحكومة تشدد الخناق على معتنقي المسيحية داخل التراب المغربي، بمبرر مزاولتهم لأنشطة تنصيرية، حيث يتم ترحيل أجانب بعد اتهامهم بذلك، أما المغاربة، الذين قرروا اعتناق المسيحية فيواجهون ضغوطا من عائلاتهم ومن المجتمع، حيث تتم مراقبة الكنائس للتأكد من عدم حضورهم إليها، مما يضطرون معه إلى تنظيم اجتماعاتهم “الدينية” بما يسمونه بـ”الكنائس المنزلية”.
وبالمقابل، ذكر التقرير أن الاضطهاد ضد المسيحيين ما يزال ثابتا بالجزائر، نتيجة التطرف الراديكالي، وبدرجة أقل الاستبدادية للسلطة والفساد، مشيرا إلى أن القانون الجزائري يحظر التجمعات العامة التي يكون هدفها “ممارسة شعائر غير إسلامية”، وكثيرا ما تحرم الكنائس من الاعتراف الرسمي الذي يسمح لها بالعمل بشكل قانوني، كما أن التطرف الإسلامي موجود في جميع أنحاء البلاد ويؤثر على الحياة الخاصة والأسرية والاجتماعية والمدنية للمسيحيين.
وتصدرت الصومال قائمة الدول العربية التي “يتعرض فيها المسيحيون للاضطهاد”، حيث احتلت المركز الثالث في قائمة الدول الـ50 المتهمة بالتضييق على المسيحيين، تلتها ليبيا، ثم اليمن، التي جاءت في المرتبة الخامسة، والسعودية (المرتبة الثامنة)، وبعدها السودان (المرتبة 13)، واحتلت العراق المرتبة السادسة عربيا و13 ضمن هذه القائمة، تلتها سوريا (المرتبة 15)، ثم قطر في المرتبة 18، ومصر (المرتبة 20)، وجاءت عمان، بعد الجزائر وموريتانيا والمغرب وتونس، في المرتبة 36، وبعدها الأردن في المرتبة 39، وحلت عمان، بعد تونس، في المرتبة 42، ثم الكويت في المرتبة 43، والإمارات العربية المتحدة في المرتبة 47.
وعلى المستوى العالمي، تصدرت أفغانستان قائمة الـ 50 دولة التي يتعرض فيها المسيحيون لـ”التضييق”، وحلت كوريا الشمالية في المركز الثاني، وإيريتريا في المرتبة السادسة، تلتها في المراتب من السابعة إلى العاشرة، على التوالي، كل من نيجيريا وباكستان والهند.