صادم.. 9 بالمائة من الآباء يكشفون تعرض أطفالهم لمحتوى جنسي على الإنترنيت

عبد الحق العضيمي
كشفت دراسة جديدة، حول استعمال الأطفال المغاربة للهواتف الذكية، ومدى حماية الآباء المغاربة لأبنائهم على الانترنت، أن حوالي 9 أطفال مغاربة من أصل 10 يستخدمون الهواتف الذكية بشكل يومي.
وحسب الدراسة التي قامت بها شركة “كاسبرسكي” الرائدة عالميا في مجال الحماية من الفيروسات ومكتب الدراسات “اميرسيون”، فإن 68 في المائة من الأطفال المغاربة يتوفرون على هواتف ذكية خاصة بهم، موردة أن 58 في المائة من الآباء المستجوبين أكدوا أن طفلهم الذي يتابع دراسته في التعليم الابتدائي (12 سنة وما فوق) يتوفر على هاتف، في حين أن 27 في المائة يتابعون دراستهم في الثانوي.
وأشارت الدراسة، التي اطلعت “رسالة الأمة” على نتائجها، إلى أن 88 في المائة من الآباء “لم يسبق لهم الاعتماد على برنامج الرقابة الأبوية لأجهزة أطفالهم”، وأن 46 في المائة منهم “لا يعرفون الطريقة التي يجب التعامل بها في حالة ما تعرض ابنهم للتنمر على الانترنيت”.
كما كشفت الدراسة، التي شملت ما مجموعه 1131 من الآباء، منهم 52 في المائة من الإناث و48 في المائة ذكور، أن 9 من بين 10 آباء سبق وأن تجادلوا مع طفلهم حول أحد المواضيع المتعلقة بطريقة استخدام الأنترنيت، وأنهم “يحسون بأن أطفالهم تجاوزوا قدراتهم المعرفية في كل ما يخص عالم التكنولوجيا، كما أن ما نسبته 60 في المائة من الآباء الذين شملتهم الدراسة كشفوا أنهم لا يثقون في استخدام أطفالهم للأجهزة والمحتويات الرقمية”.
ونقلت الدراسة عن 3 في المائة من آباء الأطفال المغاربة قولهم إن “أطفالهم سبق لهم وكانوا ضحايا التنمر عبر الإنترنت، في حين أن 10 في المائة أكدوا أنه جرى استدعاؤهم من لدن المؤسسة التي يتابع فيها ابنهم دراسته لكونه ساهم في إهانة أحد الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
الدراسة التي استندت إلى مؤشر لمنظمة “اليونسكو” حول الرسائل الإباحية التي يتوصل بها الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت أن 9 في المائة من الآباء المشاركين في الاستطلاع أكدوا في استجوابهم “أن أبناءهم تعرضوا لمحتوى جنسي صادم خلال إبحارهم على الإنترنت”، كما اعترفت عائلة واحدة من أصل 4 بأن طفلها سبق له مواجهة هذا النوع من المحتوى الذي يتجاوز سنه، تضيف الدراسة.
وتشير المعطيات المتضمنة في الدراسة، التي تم إنجازها خلال الفترة ما بين 30 أكتوبر و4 نونبر 2021 إلى أن عائلة من أصل 3 ترى أن صغارها أضحوا اجتماعيين أقل منذ حصولهم على هاتف ذكي.
من جانب آخر، قالت الدراسة إنه “لا يمكن حصر مخاطر التعرض المفرط للشاشات والإنترنت بالتجارب السيئة التي يمكن أن يقوم بها الطفل على الإنترنت فقط، بل تتجاوز ذلك للوصول إلى المخاطر التي من شأنها أن تقف عائقا أمام نموه وقدرته الاجتماعية بالشكل السليم”.
وفي هذا الصدد، أوردت الدراسة أن 31 في المائة من الآباء المغاربة لاحظوا “انخفاضا في مدى تفاعل أبنائهم على المستوى الاجتماعي”، فيما 9 آباء من أصل 10 أشاروا إلى أنهم تجادلوا مع أطفالهم بسبب موضوع على صلة بالتكنولوجيا الرقمية، في حين أن 9 آباء من أصل 10 يشعرون بأنهم فقدوا التحكم التام في أبنائهم عندما يتعلق الأمر بعالم التكنولوجيا”.
وفي نفس الاتجاه، تضيف الدراسة، يرى 83 في المائة من الآباء المغاربة أن أطفالهم يواجهون في أغلب الأحيان محتوى عنيفا على شبكة الإنترنت، كما أن 82 في المائة من الآباء يظنون أن الترفيه الرقمي يأخذ مساحة أكبر من اللازم في حياة أطفالهم، في حين أن 39 في المائة من الآباء المغاربة يمنعون على أبنائهم استخدام تطبيق “تيك توك”، رغم درايتهم الكاملة أنهم يتوفرون على حسابات ويشاهدون جميع المحتويات المنشورة عليه.
الدراسة، نقلت أيضا عن 78 في المائة من الآباء المغاربة اعترافهم “أنهم ليسوا على معرفة كافية بالطريقة التي يجب بها حماية أطفالهم من الأخطار التي يمكن مواجهتها على الانترنت”، بينما أكد نصف المشاركين في الاستجواب معرفتهم بالطريقة المناسبة واللازمة في حالة تعرض طفلهم للتحرش على الإنترنت.
كما أفادت الدراسة بأن 60 في المائة من الآباء المغاربة أكدوا أنهم لا يثقون في أطفالهم ومدى اختياراتهم الصحيحة فيما يخص استخدام الانترنت، وهو الرقم الذي يتناقض كليا مع استخدام الحلول الرقمية التي تمنع الأطفال من الوصول إلى بعض خصائص الانترنت الخاصة بالكبار، في الوقت الذي أوضح 88 في المائة من الآباء أنه لم يسبق لهم في أي مرحلة الاعتماد على تطبيقات خاصة بالرقابة الأبوية.
ومن أجل ضمان إبحار آمن للأطفال على الأنترنيت، أوصت الدراسة بـ”إرساء قواعد داخل المنزل والتمسك بها قدر الإمكان”، مع تحديد الوقت المسموح به لمشاهدة الشاشة.
ودعت الدراسة إلى منع استعمال الهاتف الذكي خلال الآكل أو أثناء القيام بالواجبات المدرسية، مشددة على ضرورة الاستعانة ببرامج الرقابة الأبوية مثل “كاسبرسكي” للأطفال الآمنين على كل الأجهزة الرقمية التي يستطيع الطفل الوصول إليها (الكمبيوتر العائلي، والكمبيوتر، والهاتف الذكي الشخصي للأطفال).
هذا، وقال برتراند تراستور، مدير شركة “كاسبرسكي” بفرنسا وشمال إفريقيا إنه “يوما تلو الآخر، يتم تسجيل تفاقم في الفجوة بين الأطفال والبالغين على شبكة الإنترنت، والواقع أن الآباء يشعرون بأن أطفالهم يتجاوزونهم حين يتعلق الأمر بمدى مهاراتهم لاستخدام التكنولوجيا وحتى الاهتمامات الخاصة بهم، ما يخلق مشاكل كثيرة لا تحصى”.
ومن بين المشاكل التي ذكرها برتراند تراستور، أن الأطفال سينظرون إلى آبائهم على أنهم غير أكفاء في حالة ما إذا كانت لديهم أسئلة حول طريقة استخدام أو الوصول إلى أنواع معينة من المحتوى، “وبالتالي يجدون أنفسهم وجها لوجه مع أجهزتهم في حالة الخطر”، يضيف المسؤول ذاته، الذي نبه إلى أن انعدام الحوار ما بين الأطفال والآباء يصعب من تحقيق التوازن الصحيح بين استخدام الأجهزة الذكية ومنع استخدامها.
بدوره، قال يوسف بنطالب، مدير المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار المعروف اختصارا بـ ” CMRPI” إن الأرقام المحصل عليها بعد إجراء هذه الدراسة من طرف كاسبرسكي تكشف أن موضوع الأمن الحاسوبي للأطفال في المغرب يجب أن يؤخذ على محمل الجد، سواء من حيث الاستخدام أو السلوك، دون نسيان دور الآباء في مكافحة المخاطر الحاسوبية ومراقبة الأطفال ومرافقتهم على الإنترنت”، محذرا من التحرش الجنسي على الانترنت معتبرا أنه “واحد من بين المخاطر الكبيرة التي يوجهها الأطفال”.