
مصطفئ قسيوي
في ظل استمرار جمود العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بعد أزمة “بن بطوش”، وعدم تقدم المفاوضات رغم فتح قنوات التواصل لإيجاد مخرج للأزمة التي عمرت طويلا، أبرز العاهل الإسباني، الملك فيليبي السادس، أهمية إعادة تحديد العلاقة القائمة مع المغرب على أسس أكثر قوة ومتانة.
وقال العاهل الإسباني خلال استقبال خص به السلك الدبلوماسي المعتمد في بلاده، إن حكومة مدريد اتفقت مع المغرب على القيام سويا بإعادة تحديد علاقة للقرن الحادي والعشرين، بناء على أسس أكثر قوة ومتانة، والآن ينبغي على الأمتين السير معا من أجل الشروع في تجسيد هذه العلاقة بدءا من الآن.
وأضاف الملك الإسباني، “قربنا وكثافة الصلات المتعددة التي تجمعنا، تجعل علاقتنا مترابطة بشكل واضح، ولهذا السبب، سيواصل بلدنا بذل كافة الجهود اللازمة لإحداث وتعزيز فضاء مشترك من السلم، الاستقرار والازدهار”، مشيرا إلى أن العلاقات التي تجمع بلاده مع المنطقة المغاربية تكتسي طابعا استراتيجيا.
ومن جانبه، قال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إن إسبانيا والمغرب يجمعهما تعاون استراتيجي في جميع المجالات، حيث يعد المغرب شريكا استراتيجيا ينبغي أن نمضي معه قدما.
وفي هذا الصدد، أكد سانشيز خلال ندوة صحفية مشتركة جمعته مع المستشار الألماني، أولاف شولتز، الذي يقوم بزيارة لإسبانيا، على أن بلاده تقدر الشراكة والتعاون الاستراتيجي الذي يجمعها مع المغرب.
كما استحضر رئيس حكومة مدريد، في هذا السياق، تصريحات العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، والتي أبرز من خلالها أهمية إعادة تحديد العلاقة القائمة مع المغرب على أسس أكثر قوة ومتانة، حيث أعرب عن مشاطرته رئيس الدولة تصريحاته بشأن المغرب.
وتأتي هذه التصريحات الرسمية الإسبانية في الوقت الذي لا تزال فيه مبادرة إعادة العلاقات بين البلدين تراوح مكانها بسبب تراخي إسبانيا، كما وصفت ذلك وسائل إعلام إسبانية، عن تقديم حلول ايجابية للطرف المغربي الذي قدم عدة إشارات في سبيل إنهاء الأزمة وخاصة بعد الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ68 لثورة الملك والشعب، الذي أكد أن المملكة المغربية اشتغلت مع الطرف الإسباني بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية، إضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها العلاقات بين البلدين، فالمغرب يحرص على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين.
وقال جلالته “وقد تابعت شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات.. ولم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات، وإننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات” .