
مصطفى قسيوي
بعد زيارته إلى المغرب، والتي خرج بها بخلاصة أن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، حيث التزم المغرب باستئناف العملية السياسية تحت الرعاية الحصرية لهيئة الأمم المتحدة على أساس المبادرة المغربية، تحاول الجارة الشرقية التشكيك في نجاح مهمة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الذي اعتبرها طرفا في النزاع المفتعل، وستشملها جولته إلى المنطقة.
وبعدما وصل المبعوث الأممي الجديد للصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، يوم أول أمس السبت، إلى مخيمات تندوف، شرع الإعلام الجزائري الداعم للانفصال إلى الترويج، عكس الواقع، لفشل جولة المبعوث الأممي، حيث نقلت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية عن مسؤولة في الجبهة الانفصالية، أن “زيارة دي ميستورا إلى المنطقة لا تختلف عن زيارة أسلافه، في ظل عدم اتخاذ الأمم المتحدة لإجراءات جدية وتقاعس مجلس الأمن”، كما نقل التلفزيون الجزائري تصريحا لممثل الجبهة المزعومة بالأمم المتحدة المدعو “سيدي محمد عمار” قال فيه بأن الجبهة ستستمع إلى دي ميستورا وتبلغه بكل وضوح موقفها من العملية السلمية ومن آفاقها (…) ولو أننا لا نتوقع الكثير، بحكم أنها أول زيارة وهي زيارة تواصلية”.
وفي ظل هذا التشكيك الجزائري، تبقى زيارة دي ميستورا إلى المنطقة مبادرة جدية وجريئة لإنهاء النزاع المفتعل بحكم المبادرة التي قدمها المغرب، والتي اعتبرها المنتظم الدولي مبادرة واقعية وذات مصداقية والحل الأنسب للقضية، وكذا اعتبار المبعوث الأممي الجديد للجزائر طرفا في النزاع، فضلا عن الدعم الكبير للولايات المتحدة الأمريكية للموقف المغربي، والذي جددت الخارجية الأمريكية التأكيد عليه في تعليقها عن جولة دي ميستورا الحالية، حيث عبرت عن دعمها لجهود استئناف العملية السياسية من أجل بلوغ حل دائم لقضية الصحراء المغربية.