سياسةوطني

الخارجية تكشف تفاصيل اللقاء الذي جمع بوريطة بدي ميستورا

حكيمة أحاجو


في جولة هي الأولى من نوعها بالمنطقة منذ تعيينه مبعوثا إلى الصحراء المغربية، خلفا للألماني هورست كوهلر، الذي استقال رسميا سنة 2019 لدواع صحية، زار ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة، بلادنا وتم استقباله من قبل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وبحضور عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى هيئة الأمم المتحدة، وذلك ضمن زيارات ستشمل موريتانيا، والجزائر باعتبارها طرفا في النزاع الذي عمر لأزيد من 46 سنة.
وجاءت زيارة دي ميستورا في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2602، المعتمد بتاريخ 29 أكتوبر 2021، والذي جددت فيه الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة دعوتها إلى كل الأطراف لمواصلة مشاركتها في الموائد المستديرة المزمع تنظيمها مستقبلا، من أجل الوصول إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على أساس التوافق.
وعقب لقائه بالمبعوث الأممي، جدد الوفد المغربي موقف بلادنا من قضية الصحراء على أسس الموقف الذي ورد في خطابي جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ45 والـ46 للمسيرة الخضراء، ومفاده التزام المغرب باستئناف العملية السياسية تحت الرعاية الحصرية لهيئة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار مسلسل الموائد المستديرة، وبحضور الأطراف الأربعة.
وفي هذا السياق، أكد خالد شيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، في تصريح لجريدة ” الأمة24″، أن زيارة “دي ميستورا” للمغرب، تعتبر أول لقاء بين المبعوث الشخصي، للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية مع مسؤولين مغاربة، ولا يمكن أن تعطى لها استنتاجات أكثر من أنها بداية التأكيد للمسار الأممي الذي يتوافق مع الرؤية المغربية القائمة على إيجاد حل سياسي متوافق حوله وقابل للتنزيل في إطار المقترح المغربي المرتبط بالحكم الذاتي.
وأضاف المتحدث، أن هذا المسار التشاوري قبل التفاوضي الذي أطلقه دي ميستورا، هو مسار أساسي لتنزيل هذه الرؤية الأممية التي جاءت في قرارات مجلس الأمن ولاسيما القرار الأخير 26/02.
وشدد المتحدث على أن هناك توافقا تاما بين الرؤية الأممية والرؤية المغربية اللتين تقومان على مبدإ التفاوض والتشاور لإيجاد آلية أساسية للحل النهائي لقضية الصحراء المغربية، موضحا أن إمكانية تطبيق هذا المسار مرتبطة بعلاقة المبعوث الأممي بالطرف الآخر، لأنه يتوجس من الحل السياسي ومن الحلول الأخرى القابلة للتطبيق، ويتشبث بما يسميه بالمسار العسكري الحربي في مقابل المسار السلمي، بدليل استمراره في ما يسميه بالبيانات العسكرية وإن كانت ذات طبيعة وهمية أكثر مما هي عملية، لأنها تعكس رغبة البوليساريو في تأجيج الموقف على المستويين السياسي والعسكري، لتجاوز الحل السياسي.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن التصريحات الأخيرة لإبراهيم غالي والمسؤولين الجزائريين يتماهيان ليصبا في رفضهما للحل التفاوضي.
وخلص شيات إلى أن الكرة الآن في يد الأمم المتحدة والجزائر، لأن المغرب أعطى كل الإمكانيات لإيجاد الحل السياسي، في انتظار أن يتم التوصل إلى الحل السياسي النهائي، وإلا سيكون المغرب مجبرا على التراجع على الحكم الذاتي وترك حل هذه القضية للزمن، بأن يكون كفيلا بتأكيد مغربية الصحراء بعيدا عن أي عملية تفاوضية مع أطراف لا تؤمن بالسلام ولا تريد الحلول السياسية، مشددا على أن المغرب متشبث في هذه المرحلة بالحلول السياسية في إطار إيجاد حل نهائي وليس في أي إطار آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق