مصطفى قسيوي
انتقد الحزب الشعبي الإسباني أداء وزير خارجية حكومة مدريد الجديد، خوسي مانويل ألباريس، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الإسبانية – المغربية، الذي تم تعيينه من أجل إصلاحها وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها.
واعتبر الحزب، الذي يقود المعارضة داخل البرلمان الإسباني، أن تكلفة الأزمة الديبلوماسية المفتعلة مع المغرب تتزايد مع مرور الوقت، في الوقت الذي عجز فيه وزير الخارجية الجديد عن إيجاد مخرج لها، حيث أثار نواب الحزب المذكور داخل البرلمان نفاذ صبرهم على “ألباريس” الذي طلب منحه مهلة منذ شهر يوليوز 2021 تاريخ تعيينه خلفا لـ “أرانتشا غونزاليس لايا” التي تم الاستغناء عنها في تعديل حكومي.
وفي هذا الإطار، أكدت “فالنتينا مارتينيز”، البرلمانية عن الحزب الشعبي ومسؤولة العلاقات الخارجية بالحزب، أن “ألباريس” اجتمع مع مسؤولي الأحزاب الممثلة في البرلمان شهر يوليوز الماضي، وطلب منهم “الوقت والسرية” للتمكن من حل الأزمة مع المغرب، لكن إلى حدود يومنا هذا لم تعد السفيرة المغربية، كريمة بنعيش، إلى مكتبها بمدريد وظلت الحدود بين البلدين مغلقة وبقي المشكل عالقا.
وأضافت البرلمانية المعارضة لحكومة مدريد، في حوار لها مع وكالة “أوروبا بريس”، أن حزبها مارس معارضة مسؤولة، وأعطى رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفرصة لحل الأزمة مع المغرب، لأنه يدرك أهمية المغرب بالنسبة لإسبانيا، ولكن بعد 6 أشهر لم يحرز أي تقدم، مشيرة إلى أن الحزب الشعبي لا يملك خطة لإحراز تقدم في ملف الأزمة مع المغرب، لكن الأمر الواضح بالنسبة للحزب هو أن “ما يفعله الوزير ألباريس لا يفيد”.
وقالت السياسية الإسبانية، إن حزبها لو كان مكان وزير الخارجية الإسباني الحالي لقام بعكس ما يقوم به “ألباريس”، داعية حكومة “بيدرو سانشيز” إلى أخذ هذه الأزمة على محمل الجد، والعمل على حلها عاجلا، حيث اعتبرت البرلمانية الإسبانية أن السياسة التي ينهجها ألباريس حاليا مشابهة لتلك التي ينهجها سانشيز وهي “الكذب”، إذ أن وزير الخارجية يمارس “ديبلوماسية الكذب” في مقابل “فشله” في تدبير الملفات، على غرار موضوع استيراد الغاز من الجزائر والعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وجلب المتعاونين الأفغان إلى إسبانيا بعد سيطرة طالبان على كابول.
وقالت بهذا الخصوص: “لا يمكنك القول إن العلاقة مع المغرب ستكون رائعة، لأن الواقع سيكشفك”، وهو ما يظهر جليا بعد استمرار التوتر بين البلدين مع ما ينجم عن ذلك من استمرار أداء إسبانيا لتكلفة هذه الأزمة المفتعلة التي عجز وزير خارجية حكومة مدريد عن إيجاد مخرج لها سيما أن تعيينه من طرف سانشيز كان لهذا الغرض خصوصا، حسب تعبير البرلمانية الإسبانية المعارضة.