الإبراهيمي.. عشرون سببا للتفاؤل ببداية نهاية “كورونا” سنة 2022
حكيمة أحاجو
أكد البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة الوطنية العلمية والتقنية لـ”كوفيد 19″، أن الأيام المقبلة قد تكون صعبة بسبب انتشار متحور “أوميكرون”، مشددا على أن هذه السنة تحمل كثيرا من الأمل بقرب نهاية جائحة “كورونا”.
وعدد مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، في تدوينة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، عشرين سببا لقرب نهاية ما أسماه بـ “المسلسل الذي لا ينتهي، والذي يزيد من الضغط النفسي علينا جميعا”، مبرزا أنه سيبقى وفيا لما قام به منذ سنتين، بالتواصل العلمي المتجرد، وببعث رسائل الطمأنينة التي يحتاجها المغاربة للتعايش مع هذه المرحلة الدقيقة.
وفي هذا السياق، أفاد الإبراهيمي، بأن هناك أسبابا متعددة تدعونا اليوم إلى التفاؤل، وأنه يشاطر مدير منظمة الصحة العالمية، باقتراب نهاية “أزمة كورونا”.
وفي هذا الصدد، قال إنه خلال هذا الشهر سينتج “أوميكرون” أعلى الحالات الجديدة، ولكنه قاتل كما هو الحال مع متحور”دلتا”، الذي يقتل وبعدد أكبر بكثير من “أوميكرون”.
أما السبب الثاني، حسب الإبراهيمي، فرغم السرعة المرعبة في الانتشار لمتحور”أوميكرون”، فقد أدى إلى زيادة طفيفة في استشفاء المصابين والدخول إلى المستشفيات، وأوضح أن كل المعطيات تؤكد على أن “أوميكرون” يفضي إلى مرض أقل خطورة مقارنة مع السلالات الأخرى، موضحا أن البعض يتساءل هل نحن في مواجهة نفس مرض الـ”كوفيد19″؟
وبخصوص السبب الرابع، فأكد أن “أوميكرون” لا يِؤثر على الرئتين بشكل كبير مثل المتحورات الأخرى، بحيث يقتصر على الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية، وأنه بلغ الرئة عند حالات نادرة فقط.
من جانب آخر، توقف البروفيسور الإبراهيمي عند تقلص مدة المكوث بالمستشفى للمصابين بهذا المتحور مقارنة مع متحوري “ألفا” و “دلتا”، مضيفا أن “أوميكرون” ينتشر مبكرا بعد الإصابة، مما يجعل فترة العزل أو الحجر الصحي أقصر، بحيث لا تتجاوز خمسة أيام في حالة عدم ظهور الأعراض.
وفي الإطار ذاته، أبرز عضو لجنة مكافحة “كورونا”، أن متحور”أوميكرون” يعطي حماية ضد “دلتا” الفتاك، كما تم تحديد الأجسام المضادة التي تحيد “أوميكرون” ويمكن استغلالها الآن لصنع المزيد من الأدوية، والتي ستنضاف للعديد من الأدوية الأخرى التي تنتظر الترخيص.
وفي موضوع ذي صلة، أبرز الإبراهيمي أن العالم يتوفر حاليا على مخزون محترم من اللقاحات، بلغ بعضها مراتب متقدمة من التطوير، ومنها من طور خصيصا ضد أوميكرون، وعلى عدة عقاقير لمواجهة الفيروس، داعيا إلى تحيين البروتوكولات العلاجية المغربية ولا سيما إذا تمكن المغرب من التوفر على علاجات أو مضادات فيروسية جديدة، حيث أصبح ضروريا أن تأخذ هذه العقاقير مكانها الطبيعي في البروتوكول المغربي.
وذكر أن الجرعة المعززة لكل اللقاحات مازالت ناجعة، مشيرا إلى أن مقارنة سريعة بين الوضعية في بريطانيا وأمريكا تمكن من التعرف على أهمية نسبة التغطية التلقيحية في مواجهة أوميكرون، ففي بريطانيا ورغم الأرقام القياسية للإصابات بأوميكرون، فلا وجود للضغط الرهيب الذي رأيناه مع “ألفا” و”دلتا” على المنظومة الصحية، كما تمت مواجهة الفيروس في بريطانيا، دون إجراءات تشديدية كبيرة بما يوحي بإمكانية التعايش مع متحور “أوميكرون”.
وأضاف أن أوميكرون يخلف موجة سريعة مدتها خمس إلى ست أسابيع كما تثبت البيانات البريطانية والجنوب إفريقية، وأن عودة جنوب إفريقيا سريعا إلى الحياة الطبيعية يعد أملا كبيرا للمغرب بسبب خاصياتهما الوبائية المتقاربة من حيث متوسط عمر الساكنة والعزوف عن التلقيح بالجرعة المعززة.
وأردف أن انتشار أوميكرون السريع يرسخ فكرة التعايش المؤسساتي والمجتمعي، وبالتالي فإن الزيادة الهائلة في عدد الإصابات بأوميكرون تفرض على الناس التعود على العيش معه، وعلى المؤسسات عدم سوء استخدام أو تجاوز الحد في استعمال “مبدأ الاحتراز”، والذي بموجبه تفرض كثير من القيود.
و في هذا الصدد، قال الإبراهيمي، إن نهج إستراتيجية التعايش كان موفقا في جل الدول، لأنها حسب تعبيره “تقلل من أثر الجائحة على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية”، مؤكدا أن “استراتجية 0 كوفيد الصينية لها محدوديتها و كلفتها، ولا يمكن لأي بلد أن يحجر اليوم على 13 مليونا في بيوتهم ولأسابيع متعددة”.
وشرح البروفيسور، أنه بفضل التسلسل الجينومي، فقد راكم “أوميكرون” عددا كبيرا من الطفرات في أماكن حساسة ومهمة لوجوده، وغير الكثير من خاصيات “كورونا”، موضحا أن التراكم المعرفي والتجربة في مواجهة الكوفيد وكورونا قللت من خطورة الفيروس والتي تزداد عندما يكون الناس جاهلون بها.
وخلص عضو اللجنة العلمية لمواجهة “كورونا” إلى أن كثيرا من المعطيات تشير إلى أن “كوفيد 19″، قد يصبح ككثير من الفيروسات التنفسية موسميا، وأنه من المحتمل أن تنهي هذه الموجة مع نهاية شهر يناير، وأن فصلي “الربيع والصيف سيكونان أفضل بكثير مما يبدوان لنا الآن.”