مجتمع

شخصيات في منصة التتويج . الراعي المكي بخبزة وابتسامة صادقة أوصل المغرب إلى قلوب الملايين عبر العالم

مصطفى قسيوي

بابتسامته العفوية وسخائه الموروث عن سخاء الطبيعة، قدم الشاب الأمازيغي محمد المكي أو حمو كما يسميه أبناء المنطقة صورة جميلة عن المغرب بعيدا عن تلك التي يقدمها الأشخاص العدميون وأعداء الوطن، فبينما كان جل اهتمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية حول موضوع العنف ضد المرأة، حيث يصادف الحدث مناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، حتى  طغى على المشهد الإعلامي حدث قلب الأنظار وأثار المتلقين، حدث بسيط لكن بدلالات أعمق وأكبر، حدث تقديم راعٍ مغربي في أعلى الجبال “خبزة” لسائحتين فرنسيتين رافضا تسلم مقابلها نقدا ولو أنه في حاجة فاقة ووضع اجتماعي غير مريح في جبال تنغير، حيث قساوة المناخ والطبيعة التي كسر جمودها محمد المكي بسلوك عفوي لم يكن يتوقع أنه سيجعل منه بطلا ونجما سيتفوق على نجوم الفن والسينما وكرة القدم على منصات التواصل الاجتماعي التي تناقلت الحدث الذي يبرز جود وكرم وعطاء الشعب المغربي المضياف، الذي لا يبيع الخبز بل يتقاسمه مع الآخرين ويعطيه حتى ولو كان هو الأولى به.

محمد المكي بإعطائه الخبزة للسائحتين الفرنسيتين في يوم يتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، قدم نموذجا مثاليا للتعامل مع النساء وصورة وردية عن مغرب التعايش والتسامح والانفتاح على الآخر والكرم والجود، وهي الصورة التي لم تستطع آلاف الإعلانات السياحية الترويجية التي تُصرف عليها ملايين الدراهم من أجل التعريف بالمغرب كوجهة سياحية، وإبراز قيمه وحضارته الضاربة في التاريخ، حيث رسم “محمد” أثناء مقابلته للسائحتين الفرنسيتين، رغم فقره المدقع، صورة جميلة ومشرقة عن المغرب وعن طيبوبة شعبه، حيث ساهم بتواصله بعفوية بعيدا عن التصنع والمجاملة وتعامله بلطف ورقة مع السائحتين طيلة رحلة اكتشافهن جبال تنغير بدون مقابل، بشكل كبير بعد تداول “الفيديو” عبر كل بقاع العالم في التعريف بمخزون المغرب كوجهة سياحية عالمية ليس بمناظر تضاريسه الخلابة ولا برونق مدنه السياحية، بل بكرم وسخاء ونبل أبنائه الشرفاء المتعففين المحبين والمسالمين الذين يعد محمد المكي ابن تنغير واحدا منهم، وواحدا من أبناء وطن يتسع لأبنائه ولجميع أبناء العالم، ويحتضن الجميع ويعطي ويجود بدون مقابل وبدون حدود وإلى أبعد الحدود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق