ثقافة

بعد أفلامه الناجحة.. المنتج الشاب ادريس حنين يصور وثائقي الگصاص رفقة رضوان المهدي

بعد سلسلة من الأفلام الوثائقية والروائية الناجحة بقيمتها الفنية الكبيرة حول الثقافة الحسانية والصحراوية يعود المنتج السينمائي الشاب ادريس حنين إلى الإبداع من خلال فيلم وثائقي جديد اختار له عنوان “الگصاص” سيجري تصويره قريبا بمدينة السمارة وبعض المناطق الصحراوية .
وتدور أحداث وثائقي “الگصاص” حول خبرة أهل الصحراء في التعامل مع هذا الفضاء الشاسع في رحلة يرافق خلالها صاحب الفيلم ،شخوص يشدون الرحال بحثا عن الموجود والمفقود بصورة يكتشف من خلالها المشاهد والمتلقي لأول مرة في فضاءات حياة أهلها و مرتبطة بالفطرة على جعل المفقود ذاته موجودا ، فطرة وقريحة تثير الفضول في اكتشاف تفاصيل كثيرة تبدو صعبة لكن كلما عاشها الإنسان واقترب من حياة أهل الصحراء كلما اكتشف بساطة هذه الأشياء وأحيانا يدرك السهل الممتنع في نمط عيشهم وتسخير ما تحتويه طبيعة الصحراء الجرداء لقضاء مآربهم ،مما يثير الانتباه إلى أساليب استشعار الخطر وكيفية تجاوزه واقتفاء أثر كل ما يدب على الأرض وتحسس ما بجوفها بل الأدهى من هذا الحدس الذي يميز الكثيرين وخبرتهم في تقويم الزمن وتحديد الطقس ووجهة الرياح وعلامات هطول المطر هي أشياء أثارت في طاقم الفيلم الرغبة في الاكتشاف من خلال مرافقة أربعة أشخاص في رحلة مشوقة بفضاءات الصحراء تختزل بعضا من هذه الأشياء ولكل واحد تجاربه التي سيوثق جانبا مهما منها طاقم الفيلم ، بالاكتشاف بلغة سينمائية تتوخى تحقيق أهداف عريضة منها، التعريف بالتجربة والخبرة التي يعتمدها أهل الجنوب المغربي في تعاملهم مع الفضاءات الصحراوبة و تسليط الضوء على ما يميز الثقافة الحسانية من خصوصيات وقدرات ذاتية لأهل المنطقة بالفطرة وكذا التعريف بأساليب الصيد واقتفاء الأثر المعتمدة عند أهل الصحراء والتي تتشابه في البعض منها مع مجتمعات أخر و تسويق فضاءات الصحراء سينمائيا والمساهمة في التعريف بها، إلى جانب تسليط الضوء على القيم الإنسانية النبيلة التي تميز أهل البادية وروح التكافل والتآزر لديهم.
كما يحمل وثائقي “الگصاص” الذي ستصور مشاهده بعمق الصحراء المغربية قريبا ، رسالة توثيق هذا التراث اللامادي وإيصاله للأجيال القادمة وجعله يحس كما يحس الصحراوي بقيمة ومكانتها ، باعتماد طاقم انتاج وتصوير الفيلم على
تقنيات احترافية في التصوير، تضم مشاهد تخرجنا من النمطية ، مشاهد ستكون الجمالية محركها الأساسي، ومنطلقا للإجابة عن المحتوى الذي يجعل من رحلة ابراهيم عبر الصحراء محورا مركزيا في الفيلم ، وكل التقنيات التي سيتم توظيفها في التصوير ،المبتغى منها تقديم مشاهد ذات مستوى فني عال، يجعلنا نلمس معنى الأشياء، نحس بقيمة الشعر الذي كان عبر الزمن بوصلة لسفر عبر الصحراء ومكانته في الثقافة الصحراوية.
كما سيركز طاقم انتاج وتصوير “الگصاص” ، على كل التفاصيل والجزئيات التي تصب في هذ ا الإتجاه ، مع تتبع ابراهيم، في التصوير باعتباره شخصية محورية، للوقوف معها أهمية الشعر في حياة البيضان ، حيث سيتتبعه طاقم الفيلم بطريقة تصوير مستنبطة من التقنيات المعتمدة في تلفزيون الواقع، اذ سيم جعل من لقاءاته على طول سفره تبدو حقيقية، غير مصطنعة، ولم يتم الترتيب لها مسبقا، الى جانب هذا، ستكون حوارات الشخصيات التي سيلتقيها، سلسلة وطبيعية لا تخضع لمنطق التصنع، مما سيضفي طابع المصداقية في الحوارات ، بالإضافة الى اعتماد اضاءة طبيعية في تصوير اللقاءات والجلسات الشعرية لجعلها تلامس الحقيقية كما يكون حالها في الخيام الصحراوية، فيما سيتم تكثيف
كل الأصوات الخارجية (، صوت رياح الصحراء…)، حتى تكون حاضرة بمستوى يعكس حقيقة الأجواء التي تكون بالصحراء، كما سيتم مزج موسيقى على حسب كل مشهد ، الأبيات الشعرية بشكل يجعل المؤثرات الصوتية حاضرة بشكل فني ابداعي، مع توظيف مشاهد ترتكز على تقنيات “هيپيرلاپس يت طيميلاپس” كمشاهد غروب الشمس وبزوغه وغيرها…مما سيضفي جمالية خاصة ويمنح إمكانية انتقال سلس في سرد الأحداث .
كما أن كل الاختيارات التقنية التي سيتم توظيفها في هذا الفيلم الوثائقي ، تتوخى تقديم عمل فني متميز، يحترم معايير الصورة والصوت بشكل يرقى إلى جعل رحلة إبراهيم وسيلة لاستكشاف جغرافيا الصحراء، يفهم ويستشعر قيمة الشعر في الثقافة الصحراوية مستمتعا بجمالية الصورة التي تقود في أغوار فيلم يتسم بسرد متناسق ومنسجم.
للإشارة فمنتج ” “الگصاص” الذي بدأت الاستعدادات التقنية واللوجيستيكية لتصويره هو المنتج السينمائي الشاب ،ادريس حنين الحاصل على شهادة الماستر في تسير الإنتاج السينمائي، والذي سبق له أن أنتج أفلام وثائقية وفيلم روائي بقيمة فنية كبيرة حول الثقافة والصحراوية الحسانية، مما جعله ينطلق بكل طموح وإصرار في هذا المجال الذي يعرف الكثير من الخصاص بالمغرب على المستوى التقني والفني.
ويتميز المنتج ادريس حنين ، برؤية فنية متميزة تجعله يستطيع اختيار المشاريع الناجحة وهي لا تزال في مرحلة الكتابة، العديد من الحرفيين السينمائيين يرون فيه منتجاً سينمائية كبيرا في المستقبل، وسيحرك عجلة الإنتاجات السينمائية الصحراوية بشكل غير مسبق.
كما سبق للمنتج الشاب ادريس حنين ، أن اشتغل على عدة مشاريع مع المنتج والمخرج المراكشي المتميز رضوان المهدي ، والذي أنتج بدوره عدة أعمال سينمائية منها الوثائقي والروائي التي لقت صدى إيجابيا بكل المهرجانات التي شارك بها، وحاز على عدة جوائز سينمائية مهمة داخل وخارج أرض الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق