حسن ندو سعدان رئيس جمعية “أحواش اتران اوزيون” في حوار ل ” الأمة 24 “
بازغ لحسن
اهتمام الشعوب بتراثها أضحى من الأولويات. والشعب المغربي له تراث خصب وغني بالدلالات لأنه يجمع بين طياته عناصر مختلفة ومتنوعة، يتجلى ذلك في العادات واللغات واللهجات والأغاني التي سرعان ما اختلطت مع بعضها وأعطت نتاجا شعبيا محضا متميزا عن التراث العربي الشرقي. ومن مظاهر هذا التراث المغربي ما يسمى بـ”أحواش”، وهو مظهر من مظاهر التعبير منتشر في الجنوب بكثرة، عموما نجد النساء يرقصن لوحدهن ويقتصر دورهن الغنائي على ترجيع المقاطع التي ينشدها الرجال الذين يقومون كذلك بالمصاحبة الإيقاعية على البنادر. وللمزيد من الاطلاع على هذا الفن كان لنا لقاء مع حسن ندو سعدان رئيس جمعية “أحواش اتراناوزيون”.
بداية، نتوجه إليكم بالترحاب ونود أن نعرف من هو حسن ندو سعدان، وماذا عن جمعية “أحواش اتران اوزيون”؟
نشكر موقع ” الأمة24″، التي أتاحت لنا هذه الفرصة، اسمي حسن ندو سعدان من إقليم تارودانت ابتليت بهذا النوع من أحواش منذ صغري، أما عن المجموعة فتتكون من العناصر التي لها تجربة وإلمام بهذا الفن، كما نؤكد حضورنا في كل المناسبات والأعياد الوطنية، نواكب الأحداث والوقائع طيلة السنة من خلال مواسم الأعراس ونقدم عروضا فلكلورية متنوعة من فن أحواش، هذا المصطلح الذي يشمل جميع الرقصات الجماعية بالأطلسين الصغير والكبير. إنه رقص جماعي يعتمد على الإيقاع والحركة والغناء والشعر منه ما يخص النساء ومنه ما يخص الرجال ومنه ما يجمع بين الجنسين وتبقى مشاركتنا مرهونة أكثر بالمناسبة والأعياد والأحداث.
كيف جاءت فكرة التأسيس؟
– بدأنا في أول الأمر بمدينة المحمدية، كنا نذهب كل يوم أحد إلى الشلال “بالواد المالح”، وكنا نشاهد الفرق التي تأتي هناك للتدريب. فأغلب العناصر المجموعة تنحدر من تارودانت وكوّنا مجموعة خاصة بنا وانتقلنا إلى البرنوصي بالدارالبيضاء، لأنه يفتقر لهذا النوع من الفن.
وماذا عن رقصة الروايس؟
– تعني هذه الكلمة مجموعة من الشعراء والمغنين والعازفين يؤلفون فرقة موسيقية ترافقهم “رايسات” لترديد اللازمة، ويقمن من حين لآخر بحركات استعراضية، فعدد الفرقة أو المجموعة لا يتعدى العشرين وأهم الآلات المستعملة: الرباب ولوتار والناقوس، وموسيقى الروايس تتركب من “تنظامت واقصيد” التي تبدأ بما يعرف “بتتازرارت” وهو أداء مرتجل يستغل لضبط الآلات الموسيقية، ثم يليه “تنضامت” التي تعزف على مقامات محلية أمازيغية تتركب من خمسة أصوات أي السلم الخماسي، وغناء يحتوي في الغالب على 40 بيتا فما فوق على إيقاع ينفرد من خلاله الرايس بالغناء بينما تقوم المجموعة بالرد عليه وبين فينة وأخرى يقوم الرايس بحركات مثيرة وسط الساحة تم يتجه الإيقاع نحو السرعة وهو ما يوحي بانتهاء العرض.
هل لك أن تحدثنا عن بعض نماذج الأنواع من فن أحواش؟
-في سوس هناك أنواع من “أحواش” وفي أيت باها وادا ونضيف، أيت امزال اسيف ن واملن، نجد “اجماك” وفي هوارة نجد “الهوارية” ورغم أنه بالدارجة المغربية، فإنه مرتبط بأحواش، كما نجد في اولوزتاسكوين وأحواش الرجال في إغرم.
كيف حال أحواش اليوم؟
-عرف فن أحواش تطورا كبيرا في الأيام الأخيرة على مستوى بعض الآلات، بالإضافة إلى تسجيل عدة أشرطة تتعلق بهذا الفن .لكن للأسف الشديد، لم تعط له المكانة الخاصة به في القنوات التلفزية المغربية وغيرها، ولازال البعض يتعامل معه بنوع من التهميش. ورغم ذلك فحضورنا في جميع التظاهرات متميزا وأصبحت بعض الجهات الأخرى تشرف على تنظيم مهرجانات خاصة بأحواش.
ماهو رصيد مجموعة “أحواش اتران اوزيون” التي تمثلها؟
-لدينا عدة مشاركات في جميع أنحاء المغرب وشرائط مسجلة، كما نشارك باستمرار مع الجمعيات في الأنشطة التي تنظمها ونتواجد باستمرار في الساحة الفنية.