خمس المغاربة ينفقون أكثر من 10 بالمائة من دخل أسرهم على الرعاية الصحية

حميد اعزوزن
يواجه آلاف المغاربة ضائقة مالية نتيجة لما يدفعونه من مالهم الخاص على العلاج، حيث تدفع بهم هذه التكاليف إلى الوقوع في براثن الفقر المدقع، ذلك ما كشف عنه تقرير جديد صدر عن منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، أول أمس الأحد، الذي تزامن مع اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة.
وحسب تقرير الرصد العالمي بشأن الحماية المالية في مجال الصحة لسنة 2021، فإن 20.5 بالمائة من المغاربة ينفقون نسبة تزيد على 10 بالمائة من إجمالي استهلاك أو دخل أسرهم على الرعاية الصحية، و6.4 بالمائة آخرين ينفقون نسبة منه تزيد عن 25 بالمائة على هذه الرعاية.
وأفادت المعطيات التي أوردها التقرير، بأن حوالي 1 بالمائة من مجموع سكان المغرب يقعون في براثن الفقر المدقع، ويضطرون للعيش على 1.90 دولار أو أقل في اليوم، لأنهم مجبرون على سداد تكلفة الخدمات الصحية من أموالهم الخاصة، وهو ما يمثل أكثر من ثلاثة ملايين مغربي. ومن المرجح أن توقف جائحة “كوفيد-19” عقدين من التقدم العالمي نحو التغطية الصحية الشاملة، وفقا للتقرير الأممي، الذي كشف عن دفع أكثر من نصف مليار شخص إلى الفقر المدقع لأنهم مضطرون لدفع مقابل على الخدمات الصحية من جيوبهم الخاصة.
وأشار تقرير منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي إلى أن الجائحة عطلت، خلال سنة 2020، الخدمات الصحية وضغط على النظم الصحية في البلدان إلى ما هو أبعد من حدودها. ونتيجة لذلك، على سبيل المثال، انخفضت تغطية التحصين لأول مرة منذ عشر سنوات، وزادت الوفيات الناجمة عن السل والملاريا.
وسجل التقرير ذاته، أن الجائح تسببت أيضا في أسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مما جعل من الصعب على الناس بشكل متزايد دفع تكاليف الرعاية الصحية المنقذة للحياة، مشيرا إلى أنه حتى قبل الجائحة، كان نصف مليار شخص يدفعون نحو الفقر المدقع بسبب المدفوعات التي قدموها للرعاية الصحية.
وحذر التقرير من أن الضائقة المالية من المرجح أن تزداد حدة مع تزايد الفقر، وانخفاض الدخل، ومواجهة الحكومات قيودا مالية أكثر صرامة.
ورصدت منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، أن العديد من الحكومات أحرزت تقدما في تغطية الخدمات في العقدين الأولين من هذا القرن، وفي سنة 2019، أي قبل انتشار الجائحة، تمت تغطية 68 بالمائة من سكان العالم بخدمات صحية أساسية، مثل خدمات الصحة الإنجابية، خدمات التحصين، علاج فيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا، وخدمات لتشخيص وعلاج الأمراض غير السارية، مثل السرطان وأمراض القلب والسكري، إلا أن الحكومات لم تجعل الرعاية ميسورة التكلفة. ونتيجة لذلك، فإن الفئات الأكثر فقرا وأولئك الذين يعيشون في المناطق القروية، وفق التقرير، هم الأقل قدرة على الحصول على الخدمات الصحية، والأقل احتمالا ليكونوا قادرين على تحمل عواقب الدفع مقابل هذه الخدمات.