تقرير أممي يفضح واقع التعليم بالمغرب.. ثلثا التلاميذ يعانون من “فقر التعلم”
حميد اعزوزن
صورة قاتمة حول مستوى قدرات التلاميذ المغاربة على القراءة والفهم، تلك التي رسمها تقرير مشترك صدر عن البنك الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعالم والثقافة “يونسكو”، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” .
وكشف التقرير، الذي جاء تحت عنوان “خسائر التعلم نتيجة “كوفيد-19”: إعادة بناء التعلم الجيد للجميع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، أن معدل فقر التعلم في المغرب، أي الأطفال غير القادرين على قراءة وفهم نص بسيط مناسب لأعمارهم، يقدر بـ 65.8 بالمائة، مما يعني أن حوالي ثلثي التلاميذ المغاربة يعانون من فقر التعلم، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه هذا المعدل في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 59.9 بالمائة، بينما يتجاوز في بلدان المنطقة ذات الدخل المنخفض 94 بالمائة.
وأظهر التقرير ذاته، أن معدل “فقر التعلم” بالمغرب يظل مرتفعا مقارنة مع العديد من الدول العربية، كالبحرين، التي لم يتجاوز فيها هذا المعدل 32.1 بالمائة، والإمارات العربية المتحدة (34.3 بالمائة)، وقطر (35.3 بالمائة)، والسعودية (38.3 بالمائة)، وعمان (41.8 بالمائة)، والكويت (51 بالمائة)، والأردن (52 بالمائة)، بينما يظل هذا المعدل متقاربا مع ما هو على عليه الوضع بتونس (65.3 بالمائة)، وإلى حد ما مصر (69.9 بالمائة)، وأقل بكثير من المعدل المسجل باليمن (94.7 بالمائة).
وحذر تقرير “خسائر التعلم نتيجة “كوفيد-19”: إعادة بناء التعلم الجيد للجميع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، من ازدياد التفاوتات بين الأطفال والشباب، ومن ضمنها الفوارق الرقمية التي من شأنها أن تلحق بالأطفال والشباب ضررا طويل الأمد، إذ لم يستفد حوالي 40 بالمائة من الأطفال، أي حوالي 39 مليون طفل ويافع من التعلم عن بُعد خلال الجائحة بسبب الفقر الرقمي في المقام الأول.
وتوقع التقرير ذاته أن تزداد نسبة الأطفال الذين يعيشون في فقر تعليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكثر من 10 نقاط مائوية، أي من نسبة 59.9 بالمائة قبل الجائحة إلى ما نسبته 71 بالمائة، بسبب إغلاق المدارس لفترات طويلة، وعدم فاعلية التعلم عن بُعد في ضمان الاستمرار الكامل للتعليم أثناء إغلاق المدارس
وأظهر التقرير الأممي المشترك لـ “يونيسف” و”يونسكو” والبنك الدولي، أن الاضطراب غير المسبوق الناجم عن جائحة “كوفيد-19” قد يؤدي إلى خسارة الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لسنة إضافية من التعليم، مبرزا أن تدهور نتائج التعليم لدى ملايين الأطفال في المنطقة قد يتعدى التأثير المحتمل على الأطفال التعليم ليشمل العواقب التي تطال صحتهم النفسية ورفاههم وتنشئتهم الاجتماعية ومشاركتهم في سوق العمل، وما قد يجنون من أرباح على مدى الحياة، متوقعا أن تصل الخسائر إلى تريليون دولار أمريكي للمنطقة ككل في أسوأ السيناريوهات.