ثقافة

التنس والطفولة والعوز في “ميكا” بالقاعات السينمائية ابتداء من 22 دجنبر

فاطمة أبوناجي

رياضة التنس وطفولة يحوطها العوز دون أن ينال من شغفها بما يجذبها، هو موضوع آخر أفلام المخرج السينمائي المغربي الفرنسي اسماعيل فروخي، الذي ينتظر فتح الخطوط الجوية ليصل المغرب، من أجل تقديم العرض ما قبل الأول لفيلمه الأخير “ميكا”، قبل شروع القاعات السينمائية الوطنية في عرضه يوم الـ22 من دجنبر الحالي، بالتزامن مع بدء عرضه بفرنسا، حسب ما صرح به المخرج لـ”رسالة الأمة”.

“فيلم” ميكا الذي يشخص دور بطولته الطفل “زكرياء عنان”، إلى جانب الممثل المغربي المقتدر عز العرب الكغاط، بالإضافة والممثلة الشابة صابرينا وزاني، هو عمل أنتج سنة 2020، وتم عرضه في محافل عربية ودولية، يتناول عبره مخرجه واقعا معيشا، صحيح أنه قاس، لكنه لم يصور سوداويا، ” اخترت أن لا يكون الفيلم بصورة سوداوية، وهكذا استعنت بحكاية طفل، فيها ملامح درامية، لكنها قابلة للهضم، دون استنزاف للمشاعر، حيث إنني في واحدة من زياراتي للمغرب تعرفت على طفل صغير يلعب التنس كبر اليوم وأصبح مدرباً، فقلت لماذا لا أبرز هذه القصة والموضوع في قالب سينمائي إنساني؟

الممثل المقتدر عز العرب الكغاط، أحد أبطال هذا الفيلم، قدم دورا مختلفا عن سابق أدواره التي ارتبط غالبا بشخصية الرجل المتسلط، المنتمي لفئة اجتماعية ميسورة، أو قوية، وفي هذا يقول لـ” الأمة24″: “أردت الخروج من طبيعة الشخصية المتسلطة التي أديتها في أدوار كثيرة، إذ شخصت “الجنرال ، الكولونيل، القائد، أو رئيس عصابة” وما شابه ذلك، أردت الابتعاد عن هذه الصبغة التي قد تنمطني وتحصرني في دائرة معينة، لذلك أحببت جدا الدور الذي عرض علي في فيلم “ميكا”، والذي أجسد فيه دور حارس ملعب للتنس، أساند طفلا بحاجة لأن يساعد عائلته في تدبير قوت يومها، وهي صورة من صور واقعنا المعيش.. هذا الطفل الذي يولد لديه اهتمام بالتنس، ويكبر هذا الاهتمام ليصير شغفا بهذه اللعبة”.

وعن تعامله مع طفل يقف لأول مرة أمام الكاميرا، ويجسد دور البطولة إلى جانبه قال الممثل الكغاط إن الأمر ليس سهلا تماما، لكن أعترف أن الطفل زكريا عنان موهوب، حقا، وهو ما اكتشفته في لقاءاتنا التي هيأها المخرج بداية لنتعرف على بعضنا البعض وأجد السبيل للتعامل معه، خاصة وأن المخرج انتقاه لكونه يجيد لعبة التنس في الواقع، وهو أمر كان مطلوبا في الفيلم”، يقول الممثل المقتدر لافتا إلى أنه نشأت بينه وبين الطفل علاقة حميمية طيبة يسرت مهمة تصوير مشاهد الفيلم، واكتشف من خلالها موهبة طفل بديعة، يملك معها أن يحكي بنظراته أمام الكاميرا”.

عز العرب الكغاط، الذي صور هذه السنة خمسة أفلام سينمائية، كان آخرها فيلم “بيننا” لصوفيا العلوي بالدار البيضاء، أبرز في حديثه للجريدة أنه من خلال هذا الفيلم “اكتشفت مخرجا متميزا وراقيا في تعامله، وأعجبت به مبدعا، يعرف ما يريده، وفي هذا الفيلم كان يريد أن يبرز الواقع، واقع جزء من الطفولة، وقيمة الرياضة، وقد نجح في ذلك، ولم يختر أن يحمل فيلمه نهاية هوليودية، يربح فيها البطل، وإنما نهاية يخسر فيها الطفل في مقابلة/ لعبة، لكنه يربح الحياة.. نهاية راقتني جدا”، يحكي الفنان عز العرب الكغاط، داعيا الجمهور لمتابعة فيلم “ميكا” باعتباره “فيلما للأسرة، جدير بالمشاهدة التي تحقق المتعة”.

ويروي فيلم، “ميكا”، الممتدة مساحته الزمنية لتسعين دقيقة حكاية الطفل “ميكا”، ذي العشر سنوات، مع والديه في ضاحية مدينة مكناس، يبيع في أسواقها أشياء بسيطة تساعد على إعالتهم، يقابل ميكا، الحاج قدور، العامل في ناد للتنس بالدار البيضاء ويقرر الأخير إيجاد عمل له في نفس المكان. بعد تجارب مذلة، واستغلال جسدي يدرك ميكا أن عليه العمل على وضع حد لذلك وتغيير وضعه نحو الأحسن.

يذكر أن فيلم “ميكا” الذي أشرفت على إنتاجه لمياء الشرايبي، سبق له العرض في مهرجان الجونة دورة 2020، الذي استفاد من دعم صندوقه سنة قبل ذلك، كما عرض في مهرجان فينيسيا الإيطالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق