بوريطة يخيب آمال إسبانيا بعدم مشاركته في قمة برشلونة
مصطفى قسيوي
خيب اعتذار وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن المشاركة في قمة الاتحاد من أجل المتوسط المنعقدة ببرشلونة، آمال وزارة الخارجية الإسبانية التي تسعى- حسب متتبعين- إلى ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال إعادة إصلاح العلاقات المغربية الإسبانية من جهة، ومن جهة أخرى إقناع الجزائر التي اعتذر وزير خارجيتها بدوره عن المشاركة، بالعدول عن قرار رفض تجديد اتفاقية أنبوب الغاز المغاربي، الذي تضررت منه إسبانيا أكثر من المغرب.
وفي هذا الإطار، قالت جريدة “إلموندو” الإسبانية، إن المغرب والجزائر أدارا ظهريهما إلى منتدى الاتحاد من أجل المتوسط، الأمر الذي يخيب المساعي التي كان يهدف إليها وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس.
وأوضحت الجريدة ذاتها، أن ألباريس كان يسعى للقاء نظيره المغربي، ناصر بوريطة، خلال فعاليات هذا المنتدى من أجل مناقشة إرساء علاقات التعاون الديبلوماسي بين الرباط ومدريد، ووضع حد للأزمة الديبلوماسية التي كانت قد نشبت بين البلدين بين شهري أبريل وغشت الماضيين، والعمل على إعادة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها وعودة السفيرة المغربية إلى مدريد، كما كان وزير الخارجية الإسباني يسعى أيضا للتوسط بين المغرب والجزائر، في محاولة لحل الخلافات بين البلدين، خاصة في قضية الغاز الذي قررت الجزائر الاستغناء عن الأنبوب الناقل العابر للمغرب نحو إسبانيا، والاعتماد على خط “ميدغاز” الوحيد المباشر من الجزائر إلى إسبانيا بالرغم من التهديدات المحدقة بهذا القرار.
وأضافت الجريدة الإسبانية، أن ألباريس وللقيام بهذه المساعي، كان يرغب في لقاء وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، إلا أن الوزيرين المغاربيين لم يحضرا لهذا الاجتماع، تقول الجريدة، التي أورت أن بوريطة برر عدم مشاركته بتوجهه إلى العاصمة السينغالية دكار للمشاركة في القمة الصينية الإفريقية.
كما أشار المصدر الإعلامي المذكور إلى أن مدريد بالرغم من مساعيها لإنهاء الخلاف مع المغرب والتوسط بين الرباط والجزائر، إلا أنها لم ترد التأكيد على حضورهما، بسبب التوتر القائم بينهما، حيث كان متوقعا أن الوزيرين سيغيبان عن هذا الاجتماع في برشلونة، حيث إنه بهذا الغياب، كما ذكرت “إلموندو”، فإن التوقعات التي كانت تشير إلى احتمالية أن يكون اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط، هو نقطة انطلاق عودة العلاقات بين الرباط ومدريد إلى سابق عهدها، عن طريق لقاء بوريطة وألباريس، قد خابت، ليتأجل الموعد إلى أجل آخر غير محدد، حيث لا زال الغموض يلف طبيعة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين إلى حدود الساعة، بالرغم من أن جلالة الملك محمد السادس دعا في شهر غشت الماضي، في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، إسبانيا إلى ضرورة إنهاء الأزمة بحوار واضح وصريح وعلى أساس الثقة المتبادلة.