الأمم المتحدة.. أكثر من 58 بالمائة من المغربيات تعرضن للعنف في الفضاء الرقمي

حميد إعزوزن
أرقام صادمة حول استمرار تفشي ظاهرة العنف الممارس ضد النساء في الفضاء الرقمي، تلك التي كشف عنها تقرير جديد لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وأفاد التقرير بأن نسبة النساء المغربيات اللائي سبق لهن التعرض لعنف عبر الإنترنت وأبلغن عن تعرضهن للعنف على الإنترنت، خلال السنة الماضية، بلغ 58.1 بالمائة، وذلك في الوقت الذي بلغت فيه هذه النسبة 70.4 بالمائة في العراق، واليمن 62 بالمائة، والأردن 60.4 بالمائة، وليبيا 60.3 بالمائة، مقابل 46.7 بالمائة بتونس، و35.2 بالمائة فقط بلبنان.
ووفقا لما ورد في التقرير، الذي اعتمد في بياناته على دراسة شملت أكثر من 11 ألفا و500 مستخدم ومستخدمة، فإن 49 بالمائة من مستخدمات الإنترنت في المنطقة العربية أعربن عن عدم شعورهن بالأمان من التحرش الإلكتروني، ونصح 36 بالمائة من النساء من الدول العربية اللائي تعرضن للعنف الإلكتروني العام الماضي، بأن يتجاهلن الواقعة، و23 بالمائة تم إلقاء اللوم عليهن، و21 بالمائة قيل لهن أن يحذفن حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بهن.
في حين اعترف أكثر من 1 من كل 3 رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة، شملهم الاستقصاء في المنطقة، بأنهم ارتكبوا شكلا من أشكال العنف الإلكتروني ضد النساء. وعند سؤالهم عن أسباب ارتكابهم للعنف عبر الإنترنت ضد المرأة، اتضح أن السبب الأول في ذلك، وفقا لما قاله الجناة، “لأنه حقهم” (26 بالمائة)، وقال 23 بالمائة آخرون إنهم ارتكبوا أعمال عنف إلكتروني “بغرض التسلية”.
وكشفت الدراسة/ أن الشكل الأكثر شيوعا للعنف الإلكتروني، والذي يؤثر على النساء في المنطقة هو تلقي “صور أو رموز غير مرغوب فيها ذات محتوى جنسي” (43 بالمائة)، تليها “مكالمات هاتفية مزعجة، محاولات تواصل غير لائقة أو غير مرحب بها” (38 بالمائة) ثم “تلقي رسائل مهينة أو بغيضة” (35 بالمائة)، و22 بالمائة من النساء اللائي تعرضن للعنف عبر الإنترنت تعرضن “للابتزاز الجنسي المباشر”.
وأفادت النسبة الأكبر من النساء اللواتي تعرضن للعنف عبر الإنترنت، بأنهن تعرضن له على فايسبوك (43 بالمائة) وإنستغرام (16 بالمائة) وواتس آب (11 بالمائة)، ومن بين النساء اللواتي تعرضن للعنف السنة الماضية، أفادت 44 بالمائة بأن الواقعة تعدت الحيز الافتراضي.
ووفق التقرير، فإن النساء يعتقدن أن أفضل وسيلة للتصدي للعنف عبر الإنترنت هي “اتخاذ الشرطة الإجراءات ضد مرتكبي العنف على من النساء ( 28 بالمائة) مقارنة بنسبة 36 الإنترنت” (المائة من الرجال)، وخاصة في المغرب و العراق والأردن وفلسطين.
وسجل التقرير، أن المغرب من بين الدول العربية التي بذلت جهودا كبيرة للتصدي للعنف على الإنترنت، حيث يشير القانون الجنائي المغربي إلى مختلف أشكال العنف على الإنترنت، بما في ذلك “الرسائل المكتوبة عن طريق الهاتف أو أي جهاز إلكتروني آخر أو التسجيلات أو شراء أو إنشاء صور ذات طابع جنسي لأغراض جنسية” و”توزيع رسائل وصور شخص ما دون موافقة مسبقة” و”نشر ادعاءات كاذبة تهدف إلى الإضرار بحياة شخص ما الخاصة أو التشهير بها بأي وسيلة بما في ذلك الوسائل الرقمية”.