مؤشر حرية الفكر.. المغرب في خانة الدول” الأقل ترحيبا” باللادينيين والملحدين
حميد إعزوزن
أدرج تقرير “حرية الفكر لسنة 2021” (The Freedom of Thought Report) الذي صدر عن منظمة “”Humanists International المغرب ضمن قائمة الدول التي يتعرض فيها اللادينيون والملحدون إلى “تمييز شديد”.
واعتبر تقرير المنظمة، التي تأسست بأمستردام سنة 1952 وتضم جمعيات إنسانية وعلمانية، المغرب من بين أقل دول العالم ترحيبا بالملحدين واللادينيين، ومنحه معدل 4.5 نقط، علما أنه كلما اقترب التنقيط إلى خمس نقط، إلا وكانت الدولة تمارس “انتهاكات جسيمة” ضد اللادينيين، بينما الدولة التي تحصل على صفر نقطة هي الأكثر ترحيبا بالملحدين.
وأشار التقرير ذاته إلى أن أتباع الأقليات الدينية بالمغرب، والذين لا ينتمون لأي ديانة يتعرضون للمضايقات، حيث ينظر مثلا إلى البهائية على أنها انحراف “هرطقي” عن الإسلام ويعتبر أعضاؤها “مرتدين”، وتتعرض هذه الأقليات أحيانا للتحقيقات، كما أن السلطات تسمح للجاليات المسيحية الأجنبية بحضور العبادة في الأماكن المعتمدة، ولكن ليس هناك اعتراف بالبهائيين أو الشيعة كمنظمات دينية، أو لهما أماكن خاصة للعبادة.
ووفق التقرير، فإن الجمعيات الداعية إلى علمانية الدولة “تتعرض لمنع أنشطتها وملاحقة أعضائها والتحقيق معهم”، كما يعاقب بالحبس على المجاهرة بالإفطار خلال شهر رمضان، لافتا إلى أن القانون الجنائي المغربي ينص على أن “كل من عرف باعتناقه الدين الإسلامي، وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من 200 إلى 500 درهم”.
وسجل التقرير خلو القانون الجنائي المغربي من أي نص يعاقب على الردة أو تغيير الدين، إلا أنه ينص بالمقابل على عقوبات ذات صلة بممارسة الدعوة إلى ديانة أخرى أو التبشير في حق كل شخص استعمل العنف أو التهديد لإكراه شخص أو أكثر على مباشرة عبـادة ما أو على حضورها، أو لمنعهم من ذلك، أو استعمل وسائل الإغراء لزعزعة عقيدة مسلم أو تحويله إلى ديانة أخرى.
ووفق ما جاء في التقرير، الذي صنف 144 دولة عبر العالم، انطلاقا من “حرية المعتقد” ضمن خمس خانات “انتهاكات جسيمة”، و”تمييز شديد”، و”تمييز منتظم”، و”وضع مرض غالبا” و”دول حرة ومتساوية”، فقد جاءت جل الدول العربية في خانتي الدول التي تمارس فيها “الانتهاكات الجسيمة”، أو”التمييز الشديد” ضد الملحدين والمجموعات اللادينية.
وعلى المستوى العالمي، فقد صنفت المنظمة، التي كانت تسمى قبل سنة 2019 باسم “الاتحاد الدولي الإنساني والأخلاقي” (IHEU)، بلجيكا وهولندا والتايوان كأكثر دول العالم ترحيبا بالملحدين، بصفر نقطة، في حين مازالت هناك 13 دولة لديها عقوبات جنائية ضد المرتدين، و12 دولة تهمش علانية أو تضايق أو تحرض على الكراهية أو العنف ضد المجموعات اللادينية