الاحتجاج ضد إلزامية التلقيح بمراكش.. إدانة المتابعين بسبعة أشهر
حليمة المزروعي
أدانت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بمراكش، يوم الجمعة الماضي، المتهمين المتابعين في قضية الاحتجاج على “جواز التلقيح” بـ 7 أشهر.
وحكمت المحكمة على الشاب، الذي توبع في حالة اعتقال، بشهر واحد حبسا، فيما حكمت على المتهمات الثلاثة المتابعات في حالة سراح بشهرين لكل واحدة منهم، موقوفة التنفيذ.
وتعود تفاصيل هذه القضية، حينما شارك المتابعين في وقفة احتجاجية أقيمت بمدينة مراكش، ضد إلزامية جواز التلقيح، بعدما أقرت الحكومة هذه الوثيقة من أجل ولوج الإدارات والأماكن العمومية.
وفي تعليقه على هذا الحكم، قال إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، “في الوقت الذي تابعنا فيه باهتمام ملتمس وزير العدل إلى جلالة الملك قصد العفو عن معتقلي حراك الريف، وننتظر كرابطة مغربية للمواطنة وحقوق الإنسان وباقي الجمعيات الحقوقية أيضا اتخاذ خطوة من طرف الجهات المعنية من أجل تصفية ملف الاعتقال على حرية التعبير والرأي والاحتجاج السلمي… نتفاجأ بأحكام لا يمكن إلا أن نختلف معها، وذلك استنادا إلى دستور 2011، دستور الحقوق والحريات التي تصدرت ديباجته، وانعكست على أغلبية فصوله، كما تم الحسم في التراتبية التي ظلت تحكم العلاقة ما بين القانون الدولي والقوانين الوطنية، ليقر الدستور بسمو الاتفاقيات الدولية التي تؤكد الحق في الاحتجاج السلمي”.
وأضاف السدراوي، أن هذا الحكم خالف الاجتهاد القضائي أيضا فيما يخص حرية التجمع، وتحديدا الوقفة الاحتجاجية السلمية في مكان عمومي محدد ولفترة زمنية محددة، بما لا يستوجب أي تصريح مسبق، حسب وجهة نظر القضاء، متابعا “لذلك فأنا كحقوقي اعتبر هؤلاء المحكومين معتقلين اعتقالا تعسفيا في انتظار أن يتم إنصافهم استئنافيا وتمتيعهم بالبراءة، والتي ستكون خطوة في الاتجاه الصحيح لتصحيح الوضع الحقوقي بالبلد”.
وأوضح السدراوي، رئيس الرابطة مغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، أن هذه الأخيرة سبق وعبرت عن موقفها بخصوص جواز التلقيح، وهو رأي وسط غير متشنج وقابل للتطبيق، وذلك عبر العمل على تعليق هذا القرار وفتح حوار وطني علمي حقوقي على أساس خلق جبهة وطنية لمواجهة الوباء، دون انتهاكات وتجميد للحقوق والحريات .
واعتبر السدراوي، أن هذه مناسبة أيضا لأن تعلن الجهات المعنية عن فتح نقاش عميق حول المجلس الأعلى للصحة كهيئة دستورية، يمكن أن تساهم في الرقي بقطاع الصحة والنأي به عن التخبط والفوضى والانهيار الذي تعرفه، على حد قول المتحدث ذاته.