الجزائر تسلح “البوليساريو” ولا تثق بها وعملية هروب كبيرة في الأفق

مصطفى قسيوي
قال الخبير الجيوسياسي الإسباني، بيدرو كاناليس، إن النظام الجزائري يسلح ويتحكم في انفصاليي جبهة “البوليساريو”، ويدعمها ويستقبلها على أراضيه من أجل زعزعة استقرار المغرب.
وأضاف الخبير الإسباني، خلال مرور له بإحدى المحطات الإذاعية بمدريد، أن النظام الجزائري رغم دعمه للانفصاليين لا يثق في جبهة “البوليساريو”، لكنه يريد دائما استغلالها لتحقيق أهدافه الرامية إلى مهاجمة المغرب، حيث إن العسكريين الذين يتولون الحكم في الجزائر يسعون دوما إلى التصعيد مع المغرب، متجاهلين التاريخ والواقع اللذين يؤكدان التضحيات المقدمة من طرف المغرب من أجل استقلال الشعب الجزائري.
وفيما يتعلق بقرار الجزائر الأحادي الجانب القاضي بعدم تجديد عقد تزويد أوروبا بالغاز، عبر خط الأنابيب المغاربي-الأوروبي الذي يمر عبر المغرب، أبرز الخبير الاسباني أن الأمر يتعلق بـ “خطأ استراتيجي” لأن هدفه الرئيسي، كما اعترفت الجزائر، يتمثل في خنق الاقتصاد المغربي، وتوجيه ضربة قاسية، إن لم تكن مميتة، للنسيج الصناعي المغربي، وهو الهدف الذي لم يتحقق ولا يمكن تحقيقه، لأن الغاز لا يمثل سوى نسبة ضئيلة من إنتاج المغرب للطاقة، ولأن المغرب يمكنه بسهولة تعويض هذا النقص في الغاز من خلال موارده الطاقية والعقود المبرمة مع دول أخرى.
وتوقعت جريدة “التلغراف” البريطانية، أن مخيمات جبهة البوليساريو بتيندوف ستشهد عمليات هروب كبيرة، ستشمل هذه المرة حتى المقاتلين الذين وجدوا أنفسهم في حالة يأس وقد عجزوا عن تسجيل اختراق واحد للجدار الأمني أو الاقتراب من منطقة الكركرات منذ أن تم طردهم منها السنة الماضية .
وأضافت الجريدة المذكورة، أنه تأكد لدى “البوليساريو” أن اختراق الجدار الأمني أمر شبه مستحيل وأصبح الجميع داخل المخيمات وخارجها يعلم أن بيانات الحرب التي تصدر والتلويح بالتصعيد الذي يعلن كل مرة، لا يتجاوز دائرة الخطوط القريبة من تيندوف والمنطقة العازلة، حيث أصبح وضع سكان المخيمات اليوم مزريا للغاية، وضاعت أحلام مرتزقة البوليساريو في الصحراء القاحلة بعد طردهم من معبر الكركرات، الذي فتح على مصراعيه أمام التجارة والمسافرين بين موريتانيا والمغرب، رغم أن هدف البوليساريو من إغلاقه كان هو محاولة لخلق حالة اختناق تثير انتباه العالم للتخفيف من شعورها بأن العالم نسيها أو نسي مطالبها، تتابع الجريدة البريطانية، التي كشفت أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء شكل صدمة للبوليساريو، إضافة إلى خطة التسلح التي ينهجها المغرب ومكنته من امتلاك طائرات “الدرون” التي قلبت موازين اللعبة بالمنطقة مقابل السيارات المهترئة والأسلحة المتقادمة للمرتزقة المحبطين .
وخلصت الجريدة ذاتها، إلى أنه لا وجود لأي بديل أو أطروحة سياسية متينة لدى “البوليساريو” سوى التصعيد أكثر وطلب مزيد من الدعم العسكري من الجزائر بالأسلحة المتطورة، ولو أن حالة اليأس بلغت مداها ولم يعد أمام المرتزقة إلا الهروب من جحيم المخيمات .