الكاتب الإسباني خوسيه ماريا: لسنا في زمن الحلفاء ولا حجة لـ”البوليساريو” للبقاء هناك
زينب الدليمي
قال الكاتب الإسباني، خوسيه ماريا ليزونديا، في كتاب صدر له حول “الصحراء أفول الشمولية” قدمه يوم أول أمس الإثنين، بمقر مندوبية قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالرباط، إنه يسعى من خلاله للتنوير الفكري والديبلوماسي السياسي والحقوقي.
وأوضح ماريا ليزونديا٬ عضو الجمعية الكنارية للكتاب والمؤلفين٬ في إصداره الجديد، الذي يتطرق لمختلف جوانب قضية الصحراء المغربية، أن الكتاب يبدأ بالتأمل حول الحاضر ويتحدث عن كوننا الآن لسنا في زمن القومية العربية ولا الحلفاء التي يمكن أن يتشبث بها “البوليساريو” بحجة البقاء هناك، لقد أضحينا في عالم جديد ولم نعد في الأيام السالفة.
وفي نفس السياق، أكد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، لجريدة “رسالة الأمة”، أن المندوبية قد ارتأت أن تكون هذه المناسبة فرصة لتكذيب كل المزاعم حول قضيتنا الوطنية الأولى من طرف كاتب وإعلامي وحقوقي إسباني يناهض ويندد بالانفصال، وكتب عدد من الكتب حول الوحدة الترابية.
وأضاف الكثيري، أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين، سعت لترجمة كتابه الأخير، بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، لكي يتم تقديمه في مناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، متابعا أنه يطرح عددا من التحاليل وأبحاثا رصينة وجيدة تثبت مغربية أقاليمنا الجنوبية المسترجعة.
وشدد الكثيري على الاستمرار في مثل هذه المبادرات، لأنها تسائل الفكر والمعرفة التاريخية، وكذلك تلقي الضوء على عدد من الجوانب التي نحتاج أن نعزز بها مواقفنا وقضيتنا الوطنية الأولى، والتي تعرف انتصارات تلو انتصارات.
وحسب ورقة تعريفية، فقد ترجم كتاب”الصحراء، أفول الشمولية” من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ضمن إصداراتها برسم سنة 2021، خدمة للقضية الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، التي تعتبر مثالا يحتذى به في التثاقف وإغناء الأفكار والآراء البناءة، في أفق الإحاطة بكل جوانبها ومفاصلها من خلال تناولها من الخارج والانتقال من ثقافة الدفاع والمحاججة إلى التنوير الفكري والحقوقي من أجل الترافع عن القضايا العادلة والمشروعة.
وأضاف نفس المصدر، أنه عبر العتبات المؤسِسة لهذا العمل البحثي والفصول الدلالية الجامعة لمحاوره ومرتكزاته ومقاصده، يتبدى زيف الأحجية التي أقامت عليها مجموعة البوليساريو مشروعها ومن ورائها المحتضنون والداعمون والمساندون لها، عبر أربعة فصول تناول في أولاها “إسبانيا ونزعة المركزية الأوروبية”، وفي ثانيها بسط “الشمولية المتماثلة”، وثالث العناصر أفرده لـ “الصحراء وجدلية الحضور والغياب”، وجاء الفصل الرابع بعنوان يحمل الكثير من الدلالات وهو “من التراجيديا إلى الكوميديا”، أي عندما تحولت وضعية البوليساريو من تراجيديا إنسانية كما تم تسويقها إلى كوميديا سياحية كما أضحت اليوم.