تقرير أمريكي.. المغرب ضمن دول تفرض “قيودا مرتفعة” على الممارسات الدينية
حميد إعزوزن
أدرج مركز “بيو” للدراسات والأبحاث المغرب ضمن قائمة الدول التي تعرف مستويات عالية من القيود، التي تفرضها الحكومة على الدين، من خلال القوانين والسياسات والإجراءات التي تتخذها والتي تمس المعتقدات والممارسات الدينية، بينما أدرج الجزائر في خانة الدول التي تعرف “قيودا جد مرتفعة”.
وصنف التقرير السنوي للمؤسسة الأمريكية، التي تتخذ من واشنطن مقرا رئيسيا لها، حول “الكراهية الدينية بين المجتمعات والقيود الحكومية المفروضة على الحريات الدينية”، المغرب في المرتبة السادسة ضمن قائمة الدول ذات “القيود العالية”على الدين، والتي شملت 34 دولة، من بينها 12 دولة عربية، تصدرتها البحرين، ثم الكويت، التي صنفت في المرتبة الخامسة، بالإضافة إلى موريتانيا، واليمن، وليبيا، والإمارات العربية المتحدة، وتونس وعمان، وقطر والأردن ولبنان.
وحسب التقرير، فإن مؤشر القيود الحكومية على الدين بالمغرب، عرف ارتفاعا ما بين سنتي 2007 و2019، حيث انتقل من 4.9 نقط سنة 2007 إلى 7.2 نقط سنة 2018، قبل أن ينخفض إلى 6.2 نقط سنة 2019.
وقسم التقرير الدول إلى أربع مجموعات، الأولى هي التي بها “قيود جد مرتفعة”، وشملت 23 دولة، سبعة منها عربية، تتمثل في كل من مصر، التي حلت في المرتبة الثالثة ضمن هذه القائمة، وسوريا والجزائر (المرتبة السابعة)، والسعودية (المرتبة 12)، والعراق (المرتبة 14)، والسودان (المرتبة 20)، والمجموعة الثانية التي بها “قيودا مرتفعة” فيما توجد في المجموعة الثالثة الدول التي بها “قيود متوسطة”، أما المجموعة الرابعة فيها “قيود منخفضة”.
واستند التقرير ذاته، الذي قام بتحليل أوضاع 198 دولة عبر العالم، إلى معيارين أساسيين هما القوانين التي تسنها الحكومات والتي تساهم في التضييق على المجموعات الدينية، وكيفية تعامل المجتمع مع المجموعات الدينية (التسامح، المضايقات، الاعتداءات، الكراهية..).
وفيما يخص تعامل المجتمع مع المجموعات الدينية، فقد سجل التقرير أن المغاربة هم أكثر الشعوب تسامحا تجاه الأديان الأخرى، وصنف بذلك المغرب في خانة الدول التي تعرف مستويات “منخفضة” في الأعمال العدائية الاجتماعية المتعلقة بالدين، مثل الإساءة اللفظية، وجرائم الكراهية العلنية، والقتل، محتلا المرتبة الـ 27 ضمن هذه الخانة التي شملت 32 دولة، بينما أدرجت كل من سوريا والعراق وليبيا في خانة الدول التي تعرف مستويات عالية جدا فيما يخص تعامل المجتمع مع المجموعات الدينية.
وأشار التقرير إلى أن الأعمال العدائية الاجتماعية المرتبطة بالدين عرفت انخفاضا بالمغرب ما بين سنتي 2007 و2019، لتصل إلى 2.9 نقط بعدما كانت في حدود 3.7 نقط سنة 2007، قبل أن تنخفض إلى 2.3 نقط سنة 2019.
وسجل التقرير، أن مستويات القيود الحكومية على الأنشطة الدينية ومضايقات الحكومة للجماعات الدينية عرفت ارتفاعا، خلال الفترة مابين 2007 و2019، في جميع أنحاء العالم، خاصة في الدول ذات الحكومات التي تستخدم القوة، مثل الاعتقالات والاعتداءات الجسدية، وإكراه الجماعات الدينية، كما أن عدد البلدان ذات المستويات “المرتفعة” أو “المرتفعة جدا” من القيود الحكومية من القيود التي تفرضها الحكومة على الدين في تزايد، حيث ارتفع هذا الرقم من 52 دولة (26 بالمائة من 198 دولة ومنطقة مدرجة في التقرير) في سنة 2017 إلى 56 دولة (28 بالمائة من مجموع الدول) في سنة 2018، ثم إلى 57 دولة (29 بالمائة من مجموع الدول) في سنة 2019.