شقير لـ” الأمة24″: لهذه الاعتبارات توقيف توريد المغرب بالغاز الجزائري عن طريق الأنبوب المغربي مسألة واردة

حكيمة أحاجو
في إطار سياستها التصعيدية وحربها على مصالح المغرب، تعتزم الجزائر وقف توريد الغاز إلى المغرب عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي اعتبارا من الأول من نونبر المقبل.
وفي خبر أوردته وكالة “رويترز” ونسبته لمصدر مطلع بشركة “سوناطراك” الجزائرية للنفط والغاز المملوكة للدولة ومصدران حكوميان جزائريان، أن اتفاق التوريد مع المغرب لن يجري تجديده.
وأوضح المصدر ذاته، أن الجارة الشرقية ستواصل إمداد إسبانيا بالغاز من خلال خط الأنابيب “ميدغاز” تحت البحر، والذي تبلغ طاقته السنوية ثمانية مليارات متر مكعب ولا يمر عبر المغرب، حيث يربط خط الأنابيب البالغة طاقته 13.5 مليار متر مكعب سنويا، الجزائر بإسبانيا.
وكشف المسؤول الجزائري لـ”رويترز”، أنه في حال حدوث أي عطل فإن بلاده ستستخدم السفن لنقل الغاز الطبيعي المسال إلى إسبانيا، لأن وقف خط الغاز الذي يمر من المغرب قد يفاقم أزمة الطاقة في إسبانيا، في وقت ارتفعت فيه أسعار الغاز في أرجاء أوروبا إلى مستويات قياسية.
واعتبر محمد شقير، الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، أن مسألة توقيف توريد المغرب بالغاز الجزائري عن طريق الأنبوب المغربي مسألة واردة، نظرا لاعتبارين أساسيين، هما أولا الاتفاقية المبرمة، في هذا الإطار، ستنتهي في نهاية أكتوبر الجاري، وبالتالي إذا لم تكن هناك مساعٍ لتجديد هذه الاتفاقية فوقف التوريد وارد.
وأوضح شقير في تصريح لموقع”الأمة24″، أن السبب الثاني هو إذا فشلت المساعي الإسبانية للحفاظ أو تجديد هذا الاتفاق، فإن التوريد سيتوقف لأن الاتفاقية ستنتهي في نهاية أكتوبر، ولأن الجزائر وفي إطار استعدائها للمغرب وتصعيد حربها الإعلامية أو الدبلوماسية ضده، فمن الممكن أن يعمل النظام الجزائري في إطار هذا الاستعداء وفي إطار التوجيه ضربة اقتصادية للمغرب يمكن أن يوقف أو أن لا يجدد هذا الاتفاق للإضرار بمصالح المغرب.
وفي السياق ذاته، أكد الخبير الأمني، أن وقف الجزائر لتوريد الغاز عبر الخط الذي يمر من المغرب لن يضر فقط المغرب وإنما سيضر حتى إسبانيا وحتى الخزينة الجزائرية، مشددا على أن “غباء النظام الجزائري وعدم وضعه للمصالح العليا للجزائر والمصالح الإسبانية أو المغربية بعين الاعتبار سيؤدي إلى توقيف توريد المغرب بالغاز يدخل في سياسة الاستعداء وفي سياسة قطع العلاقات الدبلوماسية في إطار التصعيد الإعلامي والسياسي وحتى العسكري والذي ينتهجه النظام العسكري في مواجهة المغرب”.
يشار إلى أن الجزائر هي أكبر مورد للغاز إلى إسبانيا، وتغطي تقريبا نصف طلبها على الغاز من خلال خط الأنابيب المغاربي- الأوروبي، كما أعلنت في غشت الماضي، عن احتمال إنهاء صادرات الغاز الطبيعي إلى المغرب في شهر أكتوبر والبالغة مليار متر مكعب.