ثقافة

سامح الجباس: الرواية هي تأريخ لما أغفله التاريخ وسجل صادق وأصيل لتاريخ المجتمع

فاطمة أبوناجي

1 كيف لمعت في ذهنك شخصية سليم العشي” وقررت أن تكتب عنها؟

في عام 2017 اشتريت كتابا يتعرض لأهم الشخصيات الفلسطينية التي ولدت في بيت لحم، في هذا الكتاب كان هناك فصل عن “سليم العشي” أو الدكتور داهش كما هو اسمه المعروف به، كانت المعلومات قليلة و(غريبة) مجرد استغراب من المؤلف لهذه الشخصية (الدكتور داهش) ذلك الشاب الذي يعمل منوماً مغناطيسياً، ثم فجأة أسس عقيدة دينية وواجه رئيس الجمهورية اللبنانية شخصياً آنذاك، وأنه كانت له تنبؤات وكان له أتباع آمنوا بدعوته.

لفتت انتباهي شخصية دكتور داهش – دون كل شخصيات الكتاب – وبدأت في البحث عن المزيد من المعلومات عنه، وهنا وجدت مفاجأة أمامي: لا توجد معلومات عن هذا الشخص!

في تلك اللحظة  اشتعلت رغبتي في أن أخوض التحدي في محاولة البحث عن هذا الرجل الغامض .

ووجدت في شخصية الدكتور داهش (حالة إنسانية غريبة وغامضة) تستحق الكشف عنها .

واستغرق هذا البحث ثلاث سنوات كاملة حتى استطعت أن أجمع – ما وجدته كافياً من معلومات – للبدء في هذه (المغامرة الروائية ) منطلقاً من قناعتي الشخصية بأن الكتابة (موقف) و(رؤية).

2 روايتك الأخيرة هذه “رابطة كارهي سليم العشي” مزج بين شخصيات حقيقية وأخرى متخيلة. كيف عملت على هذه التقنية؟

عندما قررت أن أبدأ كتابة الرواية، فكرت طويلا في التقنية الأنسب لكتابة هذا الموضوع الغريب الشائك، والكتابة هي فعل هجرة من الواقع، يقول توماس هاردي في كتابه ” نظرية الرواية “: “الرواية درس في الحياة”. لذلك وجدت أن أنسب تقنية لكتابة هذه الرواية – ونظراً لغرابة شخصية بطلها الحقيقية – أن تكون أيضاً الشخصيات المتخيلة هي مزج مابين الحقيقة والخيال، فأصبح بطل الرواية هو الروائي سامح الجباس بالفعل.

يقول ادجار آلان بو: إن الخطأ كل الخطأ هو أن تفترض هبوط الوحي الصحيح من فوق، إنك لكي تكون مبتكراً ما عليك إلا أن تربط الأجزاء وتركبها بعناية وبصيرة وفهم.

وهذا ما فعلته فقد أوجدت الرابط – الروائي – بين الشخصيات الحقيقية وبين الشخصيات المتخيلة وصنعت مزيجاً منهما بحيث أصبح لا يمكن الفصل بينهما.

لقد رفعت الواقع إلى مرتبة الخيال، وأنزلت الخيال إلى مرتبة الواقع، فتلاقيا في نقطة تماهِ وامتزجا.

3 ارتباطا بالكتابة، هل يمكن الحديث عن مدرسة معينة أو كاتب أو كتاب محددين كان لهم الأثر على تشكيل تجربتك وأسلوبك الأدبي الخاص؟

ليست هناك مدرسة معينة في تقنيات الكتابة أنتمي إليها، فأنا أحب التجريب، وأقوم بذلك في كل رواية لي، فلكل رواية اكتبها تقنيتها وأسلوبها ولغتها الخاصة بها هي فقط دونا عما سبقها من رواياتي،  أحب التجريب في رواياتي، على مستوى الفكرة، وعلى مستوى السرد، وأختار لكل فكرة طريقة السرد التي تناسبها. أما الحوار فأنا –دائماً – أحب أن يكون الحوار في رواياتي مميزاً، يتشبث بمشاعر القارئ وفكره، ويظل في ذاكرته بعض العبارات، بعد انتهائه من الرواية.

أنا أومن أن الرواية ليست أبطالا يتصارعون وأحداثا تُروى وسردا يُقرأ لإزجاء وقت الفراغ، إن هناك قيماً وأفكاراً محددة، من وراء هذا. وقد استخدمت في هذه الرواية ما أسماه هنري جيمس: “تعبير التكوين” بمعنى التنظيم أو التنسيق بين أجزاء الصورة. وفي رأيي أن الكاتب الذي لا يقدم – في كل عمل جديد – نقلة إبداعية في مشواره، فعليه أن يقلق على إبداعه. أؤمن أنه لولا ( شجاعة التجريب ) عند نجيب محفوظ ما جاءت له جائزة نوبل حتى باب بيته.

يكتب الدكتور جابر عصفور في كتابه (زمن القص) عبارة هامة وهي: “فالرواية الحقيقية هي التي تضع أداة النفي “لا ” في مواجهة الروايات السابقة عليها، بادئة من نقطة مغايرة، باحثة عن ما تنفرد به في إضافتها الكيفية لا الكمية”.

 4 قلت إنك انشغلت ثلاث سنوات في التحضير والبحث عن تفاصيل تخص هذه الشخصية التي غادرت الحياة منذ حوالى أربعة عقود. فعن ماذا كنت تبحث تحديدا عن تأريخ هذه الشخصية؟ أو ماذا بالضبط وأنت كاتب روائى؟

في البداية بدأ بحثي بسؤال: من هو الدكتور داهش؟ ثم وجدت نفسي أخوض بحراً مظلماً متلاطماً يلد أسئلة تلو الأسئلة، ووجدت نفسي أمام حيرة كبرى: من هو هذا الشخص الفقير اليتيم الذي كان يعمل مصلح للدراجات ثم فجأة أصبح يقوم بأعمال سحرية وبعدها أصبح كاتباً – وهو لم يتعلم سوى شهرين – لكنه برع في الكتابة النثرية والشعرية والفلسفية وفجأة يتحول إلى واحد من أهم وأخطر المنومين المغناطيسيين، حتى فاقت شهرته لبنان ومنها إلى فرنسا، حيث مُنح درجة الدكتوراه، ثم إلى مصر حيث كان يقوم بأعمال التنويم المغناطيسي، وفي عام 1942 يعلن أنه نبي، فيقوم بخوارق ومعجزات ويؤسس العقيدة الداهشية فتؤمن به النخبة في لبنان، ويذيع أمره حتى يدخل رئيس الجمهورية اللبنانية بشارة الخوري بنفسه ليواجه هذا المسمى “دكتور داهش”. فتبدأ معركة اضطهاد للدكتور داهش وأتباعه، وتستمر عشر سنوات. وعندما تنتهي، ومنذ عام 1969  يبدأ الدكتور داهش مرحلة جديدة – غريبة – في حياته فيصبح رحالة يزور كل دول العالم ويسجل تفاصيل هذه الزيارات – غير معلومة الأسباب – في اثنان وعشرون كتاباً حتى يستقر به المطاف في نيويورك.

عندما قررت أن أكتب هذه الرواية كانت تتحقق في ذهني مقولة الناقد رونان ماكدونالد في كتابه (موت الناقد) حيث قال: “إن الفن يستطيع أن يعثر على الحقيقة في المناطق التي يعجز العقل عن الوصول إليها”. وهذا ما فعلته في الرواية.

واتسع عالم البحث الذي خضته منذ نقطة البداية في لبنان، حتى مصر، التي زارها الدكتور داهش أربع مرات، وسألت نفسي: بمن كان يلتقي عندما كان في مصر؟

وشرعت أنقب وأعيد قراءة الأدب المصري في ذلك الوقت، وقرأت حوالي 300 كتاب مابين روايات وقصص قصيرة ومسرحيات ومقالات، وظهرت أمامي اكتشافات صادمة حول كثير من الروائيين العظماء، منهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس ويوسف السباعي، وغيرهم ممن بالتأكيد وجدهم القراء في روايتي.

5 ذكرت في روايتك أن شخصية “داهش” كان لها ما يقارب 150 مؤلفا مكتوبا. هذه الكتب نادرة، بل لم تصل إلى أحد اليوم مع أن صاحبها شخصية عربية، فماذا يعني ذلك؟ ما الذي استنتجته من كل هذا؟ هل مورست سلطة ما لإخفاء معالم وآثار هذه الشخصية وفكرها وعقيدتها، إن صحت تسميتها بالعقيدة؟

كان هذا من ضمن الصعوبات التي واجهتها، كتب الدكتور داهش 150 كتابا بين الشعر والنثر والقصة والفلسفة ومنها 22 كتابا في أدب الرحلات، وأسست له خصيصا في بيروت دار النشر المحلق التي كانت تطبع كتبه هو فقط. ثم ترجمت كتبه إلى اللغتين الانجليزية والفرنسية. كان ذلك منذ فترة ثلاثينيات القرن العشرين، ثم توقفت الدار، ونشأت بدلاً منها دار النشر الداهشية التي كانت تشارك في معارض الكتب العربية بما فيها معرض القاهرة الدولي للكتاب، وفجأة عند عام 1990 جاء قرار – لا أحد يعرف من أصدره – بمنع ممشاركة دار النشر الداهشية في جميع معارض الكتب العربية، كما تم منع كل كتب دكتور داهش – على الرغم من أنها في مجملها كتب أدبية ورحلات – ولا تروج لأفكار العقيدة الداهشية، وعندما بدأت رحلتي في البحث لم أجد أي من هذه الكتب حتى بصيغة بـ ” pdf”. وهذا الموقف ألهمني عنوان الرواية (رابطة كارهي سليم العشي).

وبطرق – لا يمكن الإفصاح عنها – استطعت الوصول إلى معظم هذه الكتب ووثقت أجزاء منها في روايتي، وبهذا تصبح روايتي – أيضا – هي المصدر ( الوحيد ) لقراءة الكثير من النصوص التي كتبها الدكتور داهش والتي تم التعتيم عليها لأسباب لا أعرفها.

6 قلت إنك توصلت لهذه الكتب أو بعضها بطرق لا يمكن الإفصاح عنها. ما الذي يمنع ذلك؟

أحب أن احتفظ  ببعض أسرار الرواية  لنفسي. فما جرى خاص بي كروائي،  ولا يخص  القارئ  إلا  نص  الرواية فقط.

7  لك كامل الحق في الكتمان، لكن ما تقدمه الرواية أكبر من نص حكائي إنها حقائق تخص مرحلة زمنية معينة، إنه تاريخ سياسي وفكري وغيره، فلماذا أخفيت ومن أخفاها؟ أسئلة من بين أخرى قد يطرحها من يكتشف أو يطلع على هذه الحقائق، إن صدق بأنها فعلا كذلك، وهو يتابع فصول الحكي، سواء حكيك الواقعي الآن أم الواقعي الممزوج بالخيال في الرواية؟

لا أعرف،  ولا أحد يعرف من أخفي كتب سليم العشي (دكتور داهش).

8 بحثك الطويل عن شخصية “داهش”، لا شك أنه أطلعك أيضا على الشخصيات المجاورة لها أو التي اتبعتها، وتعرفت على تأثيرها. فكيف يمكنك اليوم، في جمل بسيطة ومكثفة أن تعرف هذه الشخصية وتأثيرها في السياق الفكري والروحي السائد آنذاك؟

كان أتباع الدكتور داهش يطلقون عليه لقب بسيط معّبر وهو (رجل الروح).  وأنا أعتقد أن في تلك الفترة الزمنية – منذ الأربعينيات وحتى الستينيات من القرن العشرين – كانت فترة اضطرابات سياسية وحروب، وفترة اضطرابات اجتماعية في الدول العربية التي بدأت في الاستقلال وإنشاء كيانات خاصة بها، وفي هذا السياق كان (البحث عن هوية الإنسان) مطروحاً بقوة ، وكان هناك صراع بين إيديولوجيات مختلفة، تلخص في الصراع بين أنصار (الروح) وأنصار (المادة) وهنا ظهر الدكتور داهش برسالته التي تدعو إلى إعلاء (الروح) ونبذ (المادة). ولا لأدل على شخصية دكتور داهش  من كلماته التي يصف فيها نفسه فيقول: “أنا غريب في هذا العالم، وكم أحنّ إلى تلك الساعة التي أعود فيها إلى وطني الحقيقي”.

9 إحدى شخصيات رواياتك هو الكاتب الروائى سامح الجباس، أنت، وذلك شيء قد يقود القارئ إلى أن الأحداث حقيقية، آخذا في الاعتبار الشخصية المحور، شخصية سليم العشي أو الدكتور داهش، كما عرف. هل ذلك ما تقصده؟  

إن الإيهام بالحقيقة أو خلق عالم متميز هو الميزة الكبرى للرواية، بها ينافس الروائي الحياة. هذه الرواية تنتهج منهج ميشيل فوكو وهو: “إعادة اكتشاف الإنسان داخل الإنسان”.

والرواية – حتى وان كانت تُبنى على شخصية حقيقة – فهي البراح الخيالي للمؤلف، والرواية ليست مجرد مجموعة من الكلمات التي تكون سطورا، بل هي بناء يصفه رولان بارت في كتابه (أقنعة بارت):

“إن النص ليس خطا من الكلمات التي تمنحنا معنى لاهوتيا مفردا، وإنما فضاء متعدد الأبعاد تمتزج فيه وتتصادم مجموعة من الكتابات”.

ولأن جميع شخصيات الرواية حقيقية، فقد اخترت أن يكون بطل الرواية أيضا حقيقيا وهو الروائي سامح الجباس بنفسه، وهو تقنية روائية نادرة الاستخدام في الأدب العربي.

10 في واحد من حواراتك قلت إن دور الكاتب هو التنوير وإظهار الشخصيات التي لم ينظر إليها أحد، والتي لم يكتبها التاريخ. أكيد أنت فعلت بشكل من الأشكال في روايتك “وادي النيل الأسود”، وفي “رابطة كارهى سليم العشي” ، فإلى حد برأيك يفعل الكاتب العربي ذلك اليوم؟ إلى أي حد يتهيأ له تحقيق هذا الدور أو هو مهيأ لتحقيق هذا الدور، وهو دور من أدوار الكاتب ربما؟

أعتقد أن الروائي يبحث دوما عن الحقيقة، ولا يقل انشغاله بالبحث عن الحقيقة، عن المؤرخ، ويرجع الفرق بينهما، إلى أن المؤلف يجد مادته بصعوبة أكبر، ونجاحه متوقف على الدرجة التي يحقق بها النجاح في التغلب على هذه الصعوبة.

في رأيي الخاص أن من سمات الرواية أنها تأريخ ما أغفله التاريخ، فهي سجل صادق وأصيل لتاريخ المجتمع بكل أبعاده من أفكار محلية وعادات ومعتقدات وتقاليد ونظم سياسية واقتصادية في تلك الفترة التاريخية المحددة في الرواية، فهي سجل مهم لمظاهر لن تعود، وأحداث صغيرة يلتقطها الكاتب  ويعطيها مكانتها في روايته. وهذا أمر شاق في الحقيقة لذلك ربما هناك ( قلة محدودة ) من الروائيين من يقدرون على خوض هذه التجربة المرهقة.

وأنا، منذ بدايتي، اخترت لنفسي هذا الطريق، فأنا أؤمن بمقولة توماس اليوت:”البحر الهادئ .. لا يصنع بحاراً ناجحاً “.

يكتب الدكتور صلاح فضل عبارة هامة في كتابه “أنساق التخييل الروائي” وهي: ليس بوسع الرواية أن تضيف جديداً إلى أحداث التاريخ، ولكن دلالاتها تكمن في خلق مئات التفاصيل الصغيرة التي تمنح المعنى وتشرح السياق الكلي لهذا التاريخ.

11 قلت في أحد تصريحاتك: “إن ابتعاد الدراما عن الرواية أضر بها كثيرا”. ما الذي دفعك إلى أن تقول ذلك؟ وهل ثمة مقارنات بين ما مضى والحالي؟

إن الدراما العربية – والمصرية – تحديداً سواء السينمائية أو التليفزيونية قد انطبعت وكونت أحد روافد ثقافة الإنسان العربي، منذ نشأتها في القرن العشرين عندما كانت تنهل من نبع (الروايات).

إن أعظم وأهم مائة فيلم في تاريخ الدراما العربية، مثلا، ستجد أن أكثر من خمسة وسبعين بالمائة منها أفلام مأخوذة عن روايات أو قصص أدبية. وهذا ما صنع توهجها ومجدها.

لكن في السنوات الأخيرة، اعتمدت الدراما العربية على أمران هما: أولا، تكرار الأفكار. ثانيا، السرقة المفضوحة من السينما والدراما الغربية. وأعطت ظهرها إلى (كنز الروايات) المعاصرة الناجحة، لذلك أعطاها النجاح ظهره. وفتح النسيان والإهمال والاحتقار أبوابه على مصراعيها أمام الدراما الحالية.

والغريب أن السينما العالمية – حتى الأمريكية التجارية منها – مازالت في قسم كبير منها تعتمد على أهم وأنجح الروايات المعاصرة. ولذلك، تتقدم الدراما الغربية، وتتراجع الدراما العربية، منزلقة وتغوص ببطء في الرمال المتحركة.

12 ارتباطا بالسينما، إذا ما طلب منك اختيار عمل روائي لك لتحويله غالى فيلم، فما الذي ترشحه أولا ولماذا؟

كل رواياتي بها ملامح درامية. حتى أن هناك دراسة أدبية قام بها أحد النقاد الشباب عن التقنيات السينمائية في رواياتي، ويتعلق الأمر بالدكتور محمد سليم شوشة، الذي وضع فصلا كاملا عن رواياتي في كتابه الجديد.

وأعتقد أن رواية رابطة كارهي سليم العشي تأتى أولا لتفردها في تناول هذه الشخصية، ولغرابتها والإثارة فيها، ثم روايتي “على سبيل المثال” التي صدرت سنة 2017.

13 أنت أيضا كاتب سيناريو، بل وألفت كتبا في هذا التخصص، إلى أي حد ترى أن السيناريوهات العربية محبوكة كما ينبغي؟ وهل لديك مشروعات سيناريو جاهزة مرحليا؟

صحيح أنني أكتب السيناريو، وحصلت على جوائز  فيه. لكن ربما جهات الإنتاج تفضل القوالب والتنميط الجاهز، لذلك لم تنفذ سيناريوهاتي.

14 على ذكر النقد والكاتب الناقد محمد سليم شوشة، كيف تقيم مستوى الإنتاج النقدي الأدبي في الوطن العربي؟ وما أكثر ما يسمه في هذه المرحلة؟

أرى أن المستوى النقدي تحسن كثيرا في السنوات القليلة الماضية، فأصبح هناك كم وكيف واضح ومميز  نتابعه في كثير من المجلات والجرائد  العربية. ولعل أكثر ما يسم هذا النقد، اليوم، هو أن معظمه نقد انطباعي، يعتمد على درجة إعجاب الناقد بالنص، بغض النظر عن التقييم الأكاديمي له.

15 أعود بك إلى “رابطة كارهي سليم العشي”، التي تهيأ لها إشعاع كبير في مصر، وتواصل النجاح، بالنظر لحضورها الكبير في المشهد الإعلامي، أين يمكن للقارئ المغربي أن يجدها ويكتشف كل ما ذكرت؟

أبلغتني دار النشر “دار العين”، أنها موجودة في مكتبات دار الأمان، وقريبا ستشارك الدار في معرض الدار البيضاء القادم. الذي سأسعد لو أتيحت لي فرصة المشاركة فيه بشخصي، ومن تم لقاء القارئ المغربي.

16 أختم أسئلتي بسؤال حول رأيك في الأدب المغربي، والرواية تحديدا؟ وماذا تعرف عن القارئ المغربي؟

قرأت لكثير من كتاب المغرب، مثل محمد الأشعري وعبد الكريم الجويطي، وعبد الجليل الوزاني وبنسالم حميش ومبارك ربيع وأحمد المديني وغيرهم. وأجد أن اللغة والتركيبات اللغوية من أقوى العوامل التي تعتمد عليها الرواية المغربية. وبالتالي، أعتقد أن الذائقة الأدبية للقارئ المغربي مميزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق