سياسة

الجزائر تعلن مقتل أحد جنودها في انفجار لغم ورئيسها يصف الحادث بـ”الإرهابي”

حكيمة أحاجو

في محطة أخرى على مسار العداء الذي يكنه النظام الجزائري للمغرب، أعلن عبد المجيد تبون، رئيس الجارة الشرقية، على صفحاته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، أن حادث مقتل عنصر من حرس الحدود الجزائرية، مساء الأربعاء 13 أكتوبر الجاري، في انفجار لغم تقليدي الصنع قرب الحدود مع المغرب، حادث إرهابي.

 وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الجزائرية أعلنت يوم أول أمس الخميس 14 أكتوبر الجاري، أن حادث الانفجار سببه لغم تقليدي الصنع انفجر بولاية تلمسان قرب الحدود الجزائرية المغربية، لدى مرور دورية لحرس الحدود خلال مهمة استطلاعية في إطار عملية عسكرية “لتأمين الحدود ومحاربة الجريمة المنظمة”، بادر الرئيس تبون إلى التلميح بأن الحادث « إرهابي ومدبر»، على اعتبار أن الحادث وقع بالحدود المغربية- الجزائرية.

وسجل خالد شيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، التناقض الصارخ في تصريحات المسؤولين الجزائريين، وكذا في وسائل الإعلام، موضحا أن جريدتي “النهار” و”الخبر” كتبتا أن الأمر يتعلق بانفجار تقليدي للغم، لأنه من المعروف جدا أن المنطقة كانت بها ألغام منذ العهد الاستعماري، وبالتالي فقد تناولت الخبر بشكل عادي، ولم تتصور أن رئيس الجمهورية يمكن أن يستعمله للإيحاء بأنه عمل إرهابي على الحدود الغربية كما قال.

وأوضح شيات في تصريح لجريدة “رسالة الأمة”، أن ما يحدث بالجزائر يثير الشفقة، وذلك بعدما تحول المغرب، حسب شيات، إلى “القشة التي يتشبث بها رئيس الجمهورية الجزائرية وهو يغرق في متاهات داخلية عميقة، وذلك باتهام المملكة بالوقوف وراء كل ما يحدث ببلاده”.

وأردف قائلا:”إذا كان المغرب سيصل إلى هذا المستوى من العمق في التراب الجزائري لكي يقوم بزرع لغم لجنود جزائريين، فهذا خطير لأنه عمل عدواني وحربي”، ناهيك عن إقدام تبون على وصف الحادث بأنه “إرهابي”. وأضاف “تبون يريد أن يثير أن المغرب يدعم الإرهاب، وأنه يدعم أعمال عنف ضد الجيش الجزائري”.

وشدد المتحدث على أن هذا نوع من “الكذب المباح الذي أصبح يثير الشفقة أكثر مما يثير السخرية، في هذه الدولة التي إذا كان قائدها ورئيسها بهذه الصورة التي يريها للعالم، فإن باقي المؤسسات ستكون في مستوى أدنى بكثير جدا”.

وأبرز أستاذ العلاقات الدولية أن صورة تبون من خلال مواقفه تعطينا صورة واضحة عن ماهية الجزائر اليوم، ومن يحكمها وفي أي اتجاه يقودها حكامها، قبل أن يختم أن ما يجري بالجارة الشرقية “محزن لأن الشعب الجزائري لا يستحق قيادة مثل تلك التي تحكمه”.

يشار إلى أن العلاقات بين الجزائر والمغرب قد تدهورت في الأشهر الأخيرة، حيث أقدم النظام الجزائري على اتخاذ قرارات أحادية الجانب من قبيل قطع العلاقات الدبلوماسية مع بلادنا، ثم أعلن بعد ذلك بشهر عن إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق