لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.. انتخاب المغرب لشغل أحد المقاعد الخمسة الشاغرة
حليمة المزروعي
جرى انتخاب مرشح المملكة المغربية، عبد الرزاق روان، أول أمس الاثنين بجنيف، خلال أشغال الاجتماع الثامن عشر للدول الأطراف في اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب العقوبة القاسية واللاإنسانية، ليشغل أحد المقاعد الخمسة الشاغرة في لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب للفترة 2022-2025، حسب بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وحصل ترشيح المغرب، وفق البلاغ المذكور، على 93 صوتا في منافسته مع 11 مرشحا على خمسة مقاعد في لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، وذلك بفضل تعبئة واسعة لكافة مكونات الجهاز الدبلوماسي، مبرزا أن الخبير المغربي سيشغل بذلك عضوية اللجنة لمدة 4 سنوات.
وأوضح المصدر نفسه، أن النجاح الذي حققه الترشيح المغربي يكرس الثقة والمصداقية اللتين تتمتع بهما المملكة في المجتمع الدولي وأهمية الدور الذي تضطلع به في حماية حقوق الإنسان واحترامها وتعزيزها، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بسابع انتخاب للمملكة بهيئات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السنتين الأخيرتين، ليصبح المغرب حاضرا في سبع هيئات تعاهدية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة.
وانخرطت المملكة المغربية، يضيف البلاغ، على الدوام، في تعزيز حقوق الإنسان والنهوض بها، تحت قيادة جلالة الملك، نصره الله، من خلال إطلاق مسلسل طويل يهدف إلى تحديث ترسانتها القانونية وإحداث مؤسسات وطنية تعمل على حماية حقوق الإنسان والوقاية من شتى أشكال التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية.
واستحضر المصدر ذاته، توقيع المملكة المغربية اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة المهينة في 18 يناير 1986، وصادقت عليها في 21 يونيو 1993.
وتعد لجنة مناهضة التعذيب، هيئة تعنى برصد تنفيذ اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب العقوبة القاسية المعتمدة في 10 دجنبر 1984، وهي مكونة من 10 خبراء “مستقلين ذوي أخلاق عالية وكفاءة مشهود لها في مجال حقوق الإنسان”.
ويتمتع عبد الرزاق روان بالخبرة والكفاءة اللازمتين في مجال حقوق الإنسان، ولديه دراية واسعة بالنظم القانونية والعالمية في هذا المجال، وفق البلاغ، الذي أشار إلى أن المعني بالأمر خلال مسيرته المهنية، شغل منصب الكاتب العام للمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، وانتخب عضوا في اللجنة المستقلة الدائمة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي بنيامي في 28 نونبر 2020.
إلى ذلك، اعتبر محمد نشطاوي، محلل سياسي، أن انتخاب عبد الرزاق روان لشغل عضوية لجنة مناهضة التعذيب، اختيار موفق لما للمعني بالأمر من خبرة وتجربة، حيث سبق له أن تقلد منصبا بالمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، وعضوية منتدى الحقيقة والإنصاف، ورئيس شعبة الحماية والتعاون والعلاقات الخارجية بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.
وأوضح نشطاوي في اتصال هاتفي أجرته معه “رسالة الأمة”، أن النتيجة التي حصل عليها روان في التصويت تدل على أن هناك مكانة للمغرب ولخبرائه فيما يتعلق بالاشتغال والتنافس على القضايا العادلة لحقوق الإنسان، وأن بإمكان المملكة أن تشغل مناصب مهمة في هذه الاتفاقيات وغيرها من المنظمات والأجهزة التي تعنى بحقوق الإنسان، بالإضافة إلى السيرة الحسنة للمغرب فيما يتعلق بحماية حقوق الإنسان والعمل على تقاسم الخبرات المغربية في هذا المجال مع باقي دول المعمور .
