تقرير دولي يحذر.. هذه هي التهديدات البيئية التي تواجه المغرب
حميد إعزوزن
حدد تقرير”سجل التهديدات البيئية لسنة 2021″، الذي صدر عن “معهد الاقتصاد والسلام” (IEP) المعني بالبيئة وشؤون الإرهاب والسلام الدوليين، أبرز التهديدات البيئية التي تواجه المغرب خلال السنوات المقبلة.
وكشف التقرير، الذي استخدم سجل التهديدات العالمية التابع للأمم المتحدة ومصادر أخرى لتقييم ثمانية تهديدات بيئية والتنبؤ بالدول والمناطق الأكثر عرضة للخطر، أن أكثر التهديدات البيئة التي تواجه المغرب بالدرجة الأولى تتمثل في خطر ندرة المياه، حيث حصل بهذا الخصوص على معدل 5 نقط، والتي تعني وجود مخاطر عالية جدا، مبرزا أن مخاطر ندرة المياه تعتبر من أعلى درجات التهديد بالنسبة لـ 48 دولة أخرى كذلك، من بينها غينيا بيساو، وغينيا الاستوائية، وموريتانيا، ونيجيريا، والكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى لبنان وسنغافورة وإسرائيل والعراق، ومن المرجح أن تتأثر أيضا كل من الصين والهند.
وحسب تقرير معهد الاقتصاد والسلام (IEP)، الذي يصنف التهديدات البيئية في فئتين رئيسيتين (انعدام الأمن الغذائي وندرة المياه والنمو السكاني في فئة واحدة، والكوارث الطبيعية بما في ذلك الفيضانات والجفاف والأعاصير وارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع درجات الحرارة)، فإن شذوذ درجات الحرارة يعتبر الخطر المحتمل الثاني الذي يهدد المغرب، الذي حصل على معدل 5 نقط كذلك ضمن هذا المؤشر، الذي يشير إلى الزيادة المتوقعة في درجات الحرارة بين سنتي 2021 و2040، مقارنة بالمتوسط التاريخي، وهو الخطر الذي يهدد 43 دولة عبر العالم.
وأظهر التقرير ذاته، أن المغرب معرض لخطري ندرة الموارد، وتغير درجات الحرارة والكوارث الطبيعية لكن بدرجة متوسطة، حيث حصل على معدل 3 نقط ضمن مؤشر هذين الخطرين المحتملين. وعموما فقد احتل المغرب المرتبة 95 عالميا ضمن قائمة الدول الآمنة من التهديدات البيئية وصنف ضمن خانة الدول المعرضة للتهديدات البيئية بدرجة متوسطة بمعدل 3 درجات، بالمقابل حدد التقرير 30 دولة تمثل “نقطا ساخنة” تواجه أعلى المخاطر ويقطنها 1.26 مليار شخص، ويستند ذلك إلى ثلاثة معايير تتعلق بشح الموارد وخمسة معايير تركز على الكوارث مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، ومن غير المرجح أن تكون هذه البلدان قادرة على التخفيف من التهديدات البيئية الجديدة والتكيف معها، والتي من المحتمل أن تتسبب في نزوح جماعي.
وذكر التقرير، الذي شمل 178 دولة عبر العالم ومدى قدرتها على تحمل التهديدات البيئية، أن عدد الأشخاص النازحين بسبب النزاع ارتفع بشكل مطرد، حيث يعيش 23.1 مليون شخص من البلدان ذات النقاط الساخنة خارج بلدانهم الأصلية في سنة 2020، وكانت أوربا تستضيف أكبر عدد من النازحين من البلدان ذات النقاط الساخنة، حيث بلغ 6.6 ملايين شخص، متوقعا أن تزداد هذه الأرقام بعشرات الملايين مع ترسيخ التدهور البيئي وتغير المناخ.
ووفق التقرير، فإن رصيد أفغانستان هو الأسوأ، حيث احتلت المرتبة الأخيرة (178 عالميا)، معتبرا أن الصراع المستمر بها قوض قدرتها على مواجهة المخاطر المحدقة بإمدادات المياه والغذاء وأيضا تغير المناخ وتناوب الفيضانات وموجات الجفاف، بالموازاة، ذكر التقرير أيضا أن الوضع مماثل تماما في منطقتي الساحل والقرن الإفريقي اللتين شهدتا صراعات متزايدة ومتفاقمة خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيرا إلى أنه مع تصاعد التوترات بالفعل، لا يمكن أن يتوقع سوى أن يفاقم تأثير تغير المناخ الكثير من هذه المشكلات.