مجتمع

آباء وأمهات يطالبون بحماية أبنائهم من ممارسات “البيزوطاج” بالمدارس العليا

هابيل علي وحمو

يشتكي عدد من آباء وأمهات الطلبة والطالبات من ظاهرة “البيزوطاج” التي تعرفها بعض المعاهد والمدارس العليا، بداية كل موسم دراسي. وأضحت هذه العادة تثير تخوف العديد من الطلبة خصوصا الطالبات، إذ يجدن أنفسهن رهينات للطلبة القدامى وأمام واقع مختلف، وذلك عبر وضعهم في مواقف محرجة وساخرة بدعوى إعطاء الطالب  الجديد فرصة للتحرر من خجله وخوفه، واكتشاف عالم جديد بعيد عن أضواء التعليم الثانوي.

وأفاد مصدر مطلع لـ “رسالة الأمة” أن ما وقع مؤخرا في بعض المدارس التحضيرية من انحرافات سلوكية وممارسات غير أخلاقية والتي خلفت آثار سلبية في نفوس العديد من الملتحقين الجدد خصوصا بعد تعرض طالبات للعنف اللفظي والجسدي من طرف زميلاتهن، مما يوجب على المسؤولين، وضع ضوابط وقوانين رادعة ضمانا لمناخ مناسب للتعليم والتحصيل العلمي خصوصا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسط الطلبة، وما قد يترتب عن ذلك من سلوكات لا تتماشى مع المجال التربوي.

وفي تصريح لأحد الطلاب، قال “إن احتفالات “البيزوطاج” بالمدارس التحضيرية والمعاهد العليا وكليات الطب ومعاهد الهندسة وغيرها من المعاهد العلمية على وجه الخصوص، إيجابية جدا بالنسبة إلى الطلبة الجدد، غير أن ما جعلها تمنع في أحايين كثيرة هو وقوع بعض التجاوزات هذا الطقس لا يجب أن يخرج على حدود اللياقة المسموح بها، ويصل إلى مستوى المس بالسلامة الجسدية للأفراد”…

وأضاف المتحدث ذاته أنه من الناحية النفسية يساعد “البيزوطاج”، الذي يحترم القوانين وكرامة الإنسان، في إنجاح عملية التحول وتسهيل عملية اندماج الطلبة وتأهيلهم السريع داخل الوسط الطلابي الجديد بغية تجاوز الشعور بالدهشة الأولية التي تعقب الدخول الجامعي الأول.

وتجدر الإشارة أن ”البيزوطاج” هي احتفالات يقوم بها الطلبة القدامى في المدارس التحضيرية والمعاهد العليا والكليات، عند كل بداية موسم دراسي لاستقبال الطلبة الجدد، ولكن هذه الطقوس تكون أحيانا محرجة أو مهينة أحيانا أخرى، حيث يجبر عدد من الطلبة القدامى زملاءهم على قبول مجموعة من الممارسات، من قبيل رميهم بالبيض والدقيق، أو وضع مساحيق التجميل بطريقة مثيرة، أو إرغام الذكور على ارتداء فساتين نسائية ووضع مساحيق التجميل.

يذكر أن ظاهرة ”البيزوطاج” تعود إلى ممارسات طلبة كلية الجيش في أمريكا والدول الأوربية، إذ كان الجنود القدامى يلجؤون إليها ويتعاملون بها مع رفاقهم الجدد من الجيش، بحيث كانوا يعرضون الجنود الجدد لمواقف ومقالب محرجة، من شأنها أن تزيل لديهم مشاعر الخجل والخوف بداخلهم كي يتحرروا من الأفكار التي توجد داخلهم حول الحياة العسكرية، وتساعدهم على الاندماج بسرعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق